بقلم: كنده الجيوش
تشير تقارير صحفية إلى أن ماحدث في غزة واختراق قوات حماس للغلاف داخل إسرائيل هي خطة عسكرية سوف تدرس لأجيال وتدخل التاريخ مثل خطط كبيرة عالمية سبقتها من حيث التخطيط والسرية وترتيبات الخطة بحد ذاتها.
وحدث كبير مثل هذا ستكون له تبعات كبيرة وسيؤسس لبدايات جديدة كثيرة سواء في طريق التسويات او السلام على المدى البعيد والقريب. في البداية سنشهد الكثير من الألم والضحايا وللأسف نتمنى السلام ولكنه ربما لا زال بعيدا ولكن ليس كثيرا وحسب تسويات المنطقة.
ومع هذا الحدث الكبير تناولت وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والناشطين والشخصيات الكبيرة هذا الحدث من جوانب عديدة.
بعضهم تعامل معها كناشط أو صحفي حيادي أو صحفي ناشط أو سياسي أو معلق محايد أو معلق مدافع.. وأحيانا القراء والمتلقين لايعرفون الفرق بين هؤلاء وتناولهم للأمور.
ولعل أصعبها هو الحيادية لأنك يجب أن تطوع مشاعرك وتفكيرك ليكون محايدا ويستطيع رؤية الأمور من كل الجوانب كما هو الحال مع المؤسسات الإعلامية الكبيرة في تعاملها مع الخبر وليس عمود الرأي ودون أن تفرض رأيك على الخبر أو تعاملك معه. وتتحلى بالإنسانية مع جميع الأطراف. وطبعا ليس هناك مجال للقبول أو التعاطف بأي شكل مع أي شكل من أشكال العنف ومن أي جهة كانت.
وهنا اذكر تقريرا لــ بي بي سي BBC تحدث عن الصحفي وعن وسيلة الإعلام وكيف يتوجب عليها أن تنقل الحدث كما هو وتبتعد عن التصنيفات والتسميات والصفات وتتركها للقارئ لكي يحدد هو هذه الأمور وذلك من باب الحيادية في نقل الخبر كما هو. وكاتب المقال صحفي كبير عمل حول العالم ومنطقة الشرق الأوسط.
وهنا يقول جون سمبسون :»وكان من الصعب الحفاظ على هذا المبدأ عندما كان الجيش الجمهوري الأيرلندي يقوم بحملة تفجيرات في انجلترا ويقتل المدنيين الأبرياء، لكننا فعلنا ذلك. وكانت حكومة مارغريت تاتشر تمارس ضغوطاً هائلة على بي بي سي، وعلى المراسلين الأفراد من أمثالي في هذا الشأن وخاصة بعد تفجير برايتون الذي نجوت فيه من القتل فيما قتل وجُرح العديد من الأبرياء الآخرين.
لكننا احتفظنا بالخط الموضوعي، وما زلنا نفعل ذلك حتى يومنا هذا.
نحن لا ننحاز إلى أي طرف، نحن لا نستخدم كلمات مبطنة مثل «الشر» أو «الجبان»، نحن لا نصف أي مجموعة بالــ «الإرهابيين»، ونحن لسنا الوحيدين الذين يتبعون هذا الخط، لدى بعض المؤسسات الإخبارية نفس السياسة تماماً.
لكن بي بي سي تحظى باهتمام خاص، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن لدينا منتقدين أقوياء في السياسة وفي الصحافة، وجزئياً لأننا نلتزم بمعايير عالية، ولكن جزءاً من الحفاظ على هذا المستوى العالي هو أن تكون موضوعياً قدر الإمكان.
معارك كبيرة نعيشها وجوانبها اكبر ولعل أهمها من يقدم لنا المعلومة والخبر في وسط عالم اغلبه مشوش.