الدكتور عبد العليم محمود
الخصائص السريرية
1- في المناطق التي تتوطن فيها التراخوما تشيع الإصابة بالتراكوما النشطة بين الأطفال قبل سن المدرسة، مع معدلات انتشار قد تصل إلى 60 – 90%.. وتصبح العدوى أقل تواتراً وأقصر مدة مع كبر العمر.. وعادة ما تكتسب العدوى من خلال العيش على مقربة من شخص مصاب بمرض نشط والأسرة هي الوحدة الرئيسية لانتقال المرض.
2- بعد سنوات من العدوى المتكررة، يمكن أن يصبح الجفن من الداخل متندباً بشدة “تندب الملتحمة”، إلى حد أن ينقلب إلى الداخل، وحافة الجفن تجعل أهداب العين تحتك بالمقلة “الشعرة” مسببة إزعاجاً شديداً وألما.. وتغيرات أخرى في العين يمكن أن تؤدي إلى تندب القرنية .. وإذا تركت بدون معالجة فإنها تؤدي إلى تشكل عتامات، وينجم عنها ضعف الإبصار والعمى، وعادة ما يحدث ذلك بين أعمال 30 و 40 سنة.
3- إن ضعف الإبصار والعمى يؤدي إلى تفاقم المعاناة الحياتية لدى الأفراد وأسرهم، الذين عادة ما يكونون من بين أفقر الفقراء.. وتصاب النساء بالعمى أكثر من الرجال بـ 2 إلى 3 أضعاف، ربما بسبب مخالطتهن الوثيقة لأطفال مصابين.
ما هي عوامل الخطر البيئية التي تؤثر على سريان المرض؟
1- قلة النظافة
2- الازدحام الأسري
3- قلة المياه
4- عدم كفاية المراحيض
5- التراكوما مفرطة التوطن في العديد من المناطق الأشد فقراً .. وفي معظم المناطق الريفية لـ 53 بلداً من بلدان أفريقيا، وآسيا، وأمريكا الوسطى والجنوبية، وأستراليا، والشرق الأوسط.
وهي مسئولة عما يقرب من 1% من حالات العمى في العالم، وعن ضعف الإبصار لدى حوالي 2،2 مليون نسمة، 1،2 مليون منهم مصابون بعمى غير قابل للشفاء.
عموماً تبقى أفريقيا القارة الأكثر إصابة والقارة التي تبذل فيها جهود المكافحة الأكثر كثافة، ففي عام 2012 تمت معالجة 45 مليون شخص بالمضادات الحيوية، وأجريت عمليات جراحية لـ 155 ألف حالة من حالات الشعرة، في 29 بلداً موطونا من بلدان إقليم أفريقيا بمنظمة الصحة العالمية.
وقد أبلغ عدد من البلدان عن تحقيق أهداف التدخل، مما يعنى نهاية حملة التخلص من التراكوما والانتقال إلى الترصد التالي للتوطن .. هذه البلدان هي جامبيا وغانا وإيران والمغرب وميانمار وعمان وفيتنام.
في العام الماضي قدمت إدارة التنمية الدولية في المملكة المتحدة تمويلاً لمشروع يهدف إلى استكمال رسم خرائط المناطق الموطونة بالتراخوما بحلول عام 2015، وقام برنامج الحكومة الاسترالية للمعونة الخارجية بتمويل التخلص من التراخوما المسببة للعمى في إقليم جنوب شرق آسيا.
ما مدى الخسارة الاقتصادية؟
إن عبء التراخوما على الأفراد المصابين وعلى المجتمعات هائل .. فالتكلفة الاقتصادية من حيث الخسارة الانتاجية تقدر بما بين 2.9 و 5.3 مليار دولار أمريكي سنوياً، وتزداد إلى 8 مليارات دولار أمريكي إذا ما تم إدراج الشعرة.
كيف تكون الوقاية والمكافحة؟
يتم تنفيذ برامج المكافحة في البلدان الموطونة من خلال إستراتيجية SAFE التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية.. وهي تتألف من :
1- الجراحة لمعالجة مرحلة المرض المسببة للعمى “الشعرة التراكومية”.
2- المضادات الحيوية لمعالجة العدوى بالمتدثرة الحثرية
3- نظافة الوجه، لتعريف السكان المعرضين للخطر بالتدابير الوقائية
4- التحسينات البيئية مثل توفير سبل الحصول على مياه صالحة للشرب، وعلى تحسين الصحة.
لقد وافقت معظم البلدان الموطونة على تسريع تنفيذ هذه الإستراتيجية لتحقيق أهداف كل منها في التخلص من المرض، وكل ذلك لغاية عام 2020.
إن البيانات التي قدمتها الدول الأعضاء إلى منظمة الصحة العالمية في عام 2012 أظهرت أن حوالي 45 مليون شخص في المجتمعات الموطونة قد عولجوا بالمضادات الحيوية للتخلص من التراخوما، وأن عدد الأشخاص الذين أبلغ عن إجراء عمل جراحي لهم من أجل الشعرة كان في حدود 169 ألفاً، وهو أعلى ما سجل حتى الآن.
إن الجهود المبذولة للتخلص من المرض تحتاج إلى الاستمرار لتلبية الهدف الذي حدده قرار جمعية الصحة العالمية WHA 51.11، بما في ذلك تعاون القطاعات الصحية الأخرى، مثل قطاع الصحة وقطاع التنمية الاجتماعية الاقتصادية وذلك بغية تحقيق الهدف المتمثل بالتخلص العالمي من التراخوما بحلول عام 2020.
كيف استجابت منظمة الصحة العالمية؟
لقد اعتمدت منظمة الصحة العالمية إستراتيجية SAFE في عام 1996، وهي مكلفة بتوفير قيادة تقنية وبتنسيق الجهود الدولية الرامية إلى التخلص من التراخوما باعتبارها إحدى الأسباب الصحية العامة لضعف الإبصار.. والإستراتيجية الموصى بها عبارة عن مزيد من التدخلات يتم تنفيذها ضمن نهج متكامل وفي عام 1998 قررت جمعية الصحة العالمية “قرار جمعية الصحة العالمية 11،51” التخلص من التراخوما المسببة للعمى باعتبارها إحدى مشاكل الصحة العامة بحلول عام 2020، وذلك باستخدام إستراتيجية SAFE التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية.
وفي عام 1997، أطلقت منظمة الصحة العالمية تحالف منظمة الصحة العالمية للتخلص العالمي من التراخوما بحلول عام 2020، وهذا التحالف GET 2020 عبارة عن شراكة تدعم تنفيذ البلدان لإستراتيجية SAFE وتعزيز القدرات الوطنية من خلال التقييم الوبائي، والرصد، وترصد المرض، وتقييم المشروع، وحشد الموارد.
الضرير…؟ نعم يستطيع أن يقرأ
هل هناك إمكانية للضرير أن يقرأ؟
1- جهاز مبتكر للقراءة، إذا استخدمه الطالب أو العامل الكفيف أصبح في غنى كلي تقريباً عن أي مساعدة في عمله.
2- الجهاز في حجم الكتاب المدرسي ووزنه أقل من أربعة أرطال وهو يحول الحرف المطبوع مباشرة من كتاب إو مجلة أو جريدة إلى حرف ملموس. وبذلك يتمكن الانسان الكفيف من أن يتحسسه بأصبع واحدة وبعد فترة من التدريب والممارسة على استخدام الجهاز المسمى “أوبتاكون” يستطيع الكفيف أن يطالع الكتب، والمجلات، والصحف بسهولة.
3- ويستعين القارئ الكفيف في سبيل ذلك بكاميرا في حجم السبابة تقريبا لقراءة المادة المطبوعة.. وتحتوى الكاميرا على 1444 ترانزستوراً حساساً وهذا الترانزستور متصل بـ 144 دبوساً معدنياً دقيقاً تجمعها فجوة صغيرة في سعة لمسة طرف الأصبع وهذه الفجوة موجودة في جهاز “الأوبتاكون”.
ويتتبع القارئ الكفيف خط القراءة بوضع أصابعه على الدبابيس التي تذبذب متخذة شكل الحرف المطبوع أو المادة التي يتضمنها بواسطة الكاميرا، الموجودة في يده الأخرى.
وهذا الجهاز يمكنه تحويل أي صفحة مطبوعة إلى صورة ملموسة وللكاميرا عدسة ضابطة تعدل الفروق الناتجة عن اختلاف أحجام الحروف المطبوعة.
وقد استطاع الطلاب الذي تم اختيارهم للتجربة هذا الجهاز أن يحققوا بعد 50 ساعة من التدريب سرعة في القراءة تصل إلى 70 كلمة في الدقيقة كحد أقصى.. ويعمل الجهاز الجديد بواسطة بطارية.
ولنا تكملة في العدد القادم