الدكتور عبد العليم محمود
كيفية إجراء فحص القزحية؟
أول ملاحظة للفاحص هو لون العين، وقد تتعجب من حقيقة أن هناك لونين فقط للعين عند البشر جميعاً، وهما الأزرق والبني، أما الألوان الأخرى فألوان كاذبة وقد نشأت من الحالة غير الطبيعية للجسم والتي تنعكس في القزحية… فعندما تدقق النظر في العين خضراء اللون تجد أنها زرقاء أصلاً ثم اخضر لونها بسبب البقع الصفراء التي تراكمت عليها والتي قد تكون علامة على مشاكل الكبد أو المرارة وليس اللون البني لعيون بعض الأوروبيين أو الأمريكيين والأستراليين إلا لوناً كاذباً والذي قد نشأ من تراكم البقع البنية على العيون الزرقاء.
وفي البدء تفحص القزحية بمكبرة “6 أو 7 أضعاف” ويستعمل ضوء من مصدر صغير. ثم ينظر الفاحص إلى كل العلامات القزحية على المناطق المختلفة ويسجلها على المخطط المؤشر.
بعدها يسألك عن التاريخ المرضي في الماضي وما تشعر به الآن، ليعرف مدى مطابقة ما تعانيه مع ما يراه من علامات في القزحية، وهنا لا تبين القزحية ما حدث لأي عضو بعد إجراء عملية جراحية عليه، وإنما حالته قبل إجرائها ولو بعد سنين طويلة.
وهناك بعض الأدوية تغير من لون القزحية، لهذا يجب أن يعرف الفاحص ذلك ليعرف ما إذا كان تغير لون القزحية هو بسبب دواء ما، أو شئ آخر.
بعدها يقوم الفاحص بتصوير القزحية بكاميرا خاصة، ثم يضع الصورة التي تشبه الصورة الشعاعية في هيئتها والتي هي بقياس 35 ملم على شاشة الضوء مما يكبر القزحية إلى 20 مرة أخرى من حجمها الطبيعي، وهناك معالجون وأطباء لا يمتلكون هذه الكاميرا ولكن باستطاعتهم الاستفادة من الفحص القزحي بتسجيل العلامات ومقارنتها مع المخطط الذي فيه جميع أجزاء الجسم مؤشرة حسب مناطق انعاساتها في القزحية إلا أن للتصوير فائدة وهي حفظ حالة المريض في صورة يمكن مقارنتها بصورة أخرى تلتقط بعد مدة من العلاج لمعرفة مدى التحسن في حالته الصحية.
ويستعمل البعض ميكروسكوباً مكبراً والذي يتيح تكبيراً جيداً جداً للقزحية إلا أنه إذا زاد التكبير عن 12 مرة لا تعود القزحية تظهر كاملة عنده.
ما هي الفحوصات الأخرى؟
ويقوم الفاحص في بعض الأحيان بعمل فحوصات أخرى تعينه بعد أن نظر إلى القزحية ومن هذه الفحوصات:
1- فحص ضغط الدم في الراحة، وبعد الوقوف لمعرفة غدد الأدرينالين.
2- ومنها فحص درجة الحرارة تحت الإبط في عدة أيام لمعرفة عمل الغدة الدرقية.
3- ومنها فحص الخيط الذي يبلعه المريض في داخل كبسولة مع إبقاء طرفه بيد الفاحص لمعرفة حموضة المعدة أو نزفها إن كان حاصلاً.
4- ومنها الصعود والنزول لمرات عديدة على درجة واحدة من درجات السلم وتسجيل النبض قبل ذلك وبعده ثم بعد الراحة من العملية وذلك لمعرفة حالة القلب.
5- أو فحص ضغط الدم وهو الفحص المعتاد
6- ومنها فحص تجعيدات الأصابع بعد وضعها لمدة في الماء الحار لمعرفة ما إذا كان المريض مصاباً بواحدة من عدة حالات ممكنة كفقر الدم أو مرض القلب أو الأمراض المسببة من عدم توازه الهرمونات كالسكري مثلا.
ما هي علامات القزحية؟
على مر السنين استطاع المشخصون القزحيون تثبيط علامات متعددة لوحظت في قزحية العين لما يعد ولا يحس من المرض بحيث أصبح لكل من هذه العلامات دلالة معينة لا تخطئ وعلامات القزحية هي:
1- تركيبة نسيج القزحية هي أول علامة حيث هي تدل على نوعية الشخص، كأن يكون أكثر عرضة للأمراض من غيره، فمثلا القزحية ذات النسيج المخملي، والقزحية المتألف نسيجها من أنسجة واضحة التفرق عن بعضها، والقزحية التي بعكس ذلك حيث يبدو النسيج وكأنه قطعة واحدة وهذه التركيبة لا علاقة لها بحال المريض الصحية الحالية وإنما هي إحدى صفاته، فهي متطورة مع تطور العين بالرمز الجيني المحمول من قبل الحوامض الأمينية فالقزحية، ومنذ البداية، مبرمجة جينيا، وهذا من أساسيات التشخيص القزحي.
2- الثغرة “أو الفجوة” الدائرية.
3- الثغرة الاعتيادية، وهي على شكلين: المفتوح وهو عبارة عن قوسين متقابلين والمغلق وفيه القوسان متصلان من جهة واحدة.
4- النقاط الباهتة وهي النقاط التي تظهر أمام حافة سوداء للقزحية.
5- شكل زهرة اللؤلؤ “أو زهرة الربيع”.
6- الخطوط المرضية “أو خطوط الوهن”، وهي خطوط سوداء خارجة من الوسط إلى الخارج.
7- شكل زهرة التيوليب وهو ليف سميك يتفرع إلى فرعين ليحاكى شكل التيوليب عندما يصل إلى حافة القزحية الخارجية.
8- العرضي، وهو ليف منفرد يسير بشكل غير منتظم.
خلية العسل، وهي التي تشيه خلية النحل حيث تكون عبارة عن وحدات سداسية، وهذه العلامات ليست إلا جزءاً يسيرا جداً من مجموع العلامات المثبتة والتي هي بحدود 250 علامة.
كيفية التشخيص المبكر؟
من أعظم فوائد التشخيص القزحي هو التحذير المبكر لحالة بدأت بالنشوء في جسمك، ولكن لم تبدأ أعراضها بالظهور بعد .. وهناك حالات مرضية يستغرق تطورها حتى تصبح محسوسة بأعراضها الدالة عليها سنين طويلة.. فإذا ما راجعت إحدى عيادات التشخيص البديل وحذرك المشخص من حالة ما فإن الواجب عليك هو أن تحاول القضاء عليها وهي لا تزال في طورها الأول .. فإذا قمت بما يتوجب من علاج قضيت عليها قبل أن تستفحل وتسبب لك الآلام والمشاكل الأخرى بل وقبل أن تصبح حالة مزمنة يصعب علاجها أو يطول .. وقد تكون حالة مميتة.
إن كثيراً من الناس يذهبون بشكل دوري عادة كل 6 أشهر إلى طبيب الأسنان في حين أن امراض الأسنان لا تهدد الحياة فيجب عليهم أن يراجعوا بشكل دوري أيضا المشخص القزحي “الآيردولوجي” لكي يراقبوا حالتهم الصحية.
هذا بشكل عام، أما الأطفال فلا يجب فحص قزحيات عيونهم قبل أن يبلغوا الست سنوات من العمر لآن القزحية تكون في تطور مستمر حتى ذلك الحين.
ولنا تكملة في العدد القادم