بقلم: سليم خليل
منذ إختراع الترانزيستور في الخمسينات من القرن الماضي تنبأ العلماء أنه سيأتي اليوم الذي نتكلم فيه مع أقاربنا ونشاهدهم في الطرف الآخر من الكرة الأرضية بواسطة علبة وشاشة بحجم علبة السجائر ؛ ومنذ إختراع الترانزيستور بدأ تصغير أحجام كافة الأدوات الكهربائية التي تغير إسمها إلى الأدوات الإلكترونية ؛ وتطورت الاكتشافات من الترانزيستور إلى الوشائع ؛ إلى الشرائح وإلى الرقائق والألياف الضوئية .
من أعظم استعمالات الترانزيستور بعد إختراعه كان في سباق غزو الفضاء حيث استطاع العلماء الأميركيون تصغير حجم ووزن كبسولة الفضاء من خمسة أطنان إلى خمسمائة كيلوغرام تنعم الآن الكرة الأرضية بالإنجازات الخيالية في الإتصالات والسرعة وطبعا تبقى الكهرباء الحجر الأساس في هذا النعيم الحضاري .
علماء كثيرون ساهموا في تطوير إستعمالات الكهرباء ومن أهمهم المهندس المصري محمد عطالله المولود في بورسعيد 2009-1924 ، تخرج عطالله مهندسا فيزيائيا من جامعة القاهرة ثم انتقل إلى الولايات المتحدة حيث تخصص في الهندسة الميكانيكية في جامعة بيرديو ومنها إلى مختبرات شركة بيل حيث مع زميله المهندس داوون كاين أنجزا ثورة في تطوير الترانزيستور إلى سيمي كونداكتور – ترجمت إلى العربية وسميت أشباه المواصلات – التي تطورت إلى الشرائح والرقائق التي تعتبر العامود الفقري للصناعات الحديثة المدنية والحربية الذي يتلقى ويوزع آلاف العمليات والأوامر بلحظات .
حاليا يمكن القول إنه هناك نزاع عالمي للحصول على وشائع ورقائق يُصنع أهمها في هولندا وتايوان وتسيطر على توزيعها الولايات المتحدة التي تستعملها كسلاح عقوبات تفرٍض على شركات عالمية معرضة بالإفلاس لتوقف إنتاجها المبني على تلك الوشائع .
أما العالم المصري والمخترع المهندس محمد عطالله غادر شركة بيل لأنها لم تهتم كفاية بتطوير برامجه وانتقل إلى شركة هيويلت باكارد حيث أسس مختبر لإتمام أبحاثه عام ١٩٦٦ ثم أسس بعد عام شركته للأبحاث وأنجز الكثير في عالم الفيزياء والسيليكون وحصل على الكثير من الجوائز العلمية.
من أهم إنجازاته في عالم الكمبيوتر إدخال الرقم السري على بطاقات الإئتمان المصرفية وبهذا الرقم السري ضمن أمان عمليات البطاقات المصرفية من بيع وشراء وإيداع إلخ…
لأن الكهرباء تشكل حجر الأساس لهذا النعيم الحضاري والإختراعات مثل إنجازات العالم المصري محمد عطالله سنتحدث بإيجاز عن تاريخ الكهرباء : الكهرباء موجودة في الكرة الأرضية وشرح العلماء أن البرق والرعد والصواعق في الفضاء نتيجة تقاطع تيارات كهربائية كما أن الكهرباء موجودة في بعض أنواع السمك وأشهرها موجودة في نهر الأمازون في أميركا الجنوبية ، هذا النوع من السمك يطلق تيارا كهربائيا للدفاع وأحيانا تكون شحنة التيار قاتلة .
أما تحليل الكهرباء يقال إن علماء اليونان أول من تحدث عن تولد تيار فيه نوع من الجاذبية نتيجة إحتكاك مواد مختلفة؛ وفي عام ١٧٣٣ توصل العالم الفرنسي شارل دوفي إلى وجود تيار جاذب وتيار دافع نتيجة تجارب إحتكاك مواد على الزجاج وأحتكاك مواد على الشمع ، بعد مدة قصيرة عام ١٧٥٢ أطلق العالم والسياسي الأميركي بنيامين فرانكلين على اكتشاف الفرنسي إسم :
التيار الموجب والتيار السالب ؛ كما أكد فراكلين أن البرق والصواعق هي نتيجة تقاطع تيارات موجبة وتيارات سالبة؛ واكتشف فرانكلين أيضا أن جسم الإنسان يحتوي على تيار يحرك القلب ليدفع الدورة الدموية ؛ وهذا من نعيشه الآن بتزويد الأشخاص المصابين بإضطراب نبضات القلب ببطارية ووشيعة تنظم نبض القلب وتطيل حياة البشر .
للمهندس والمخترع المصري محمد عطالله وزميله داوون كاين الفضل في تطوير السيمي كونداكتور أو أشباه المواصلات التي طورت كافة الصناعات وفوز الحرب بدون إستثناء وأوصلتنا إلى هذا النعيم الحضاري .