بقلم: عادل عطية
اكتشفوا العصا، وكانت الأكثر شهرة: “عصا موسى”، التي كان يستخدمها؛ للاتكاء عليها، ورعاية الأغنام، وصنع الأعاجيب!
صنعوا لها مثلاً سائراً بين الناس، فقالوا: “العصا لمن عصى”؛ لذلك يرسمها فنانو “الرسوم الساخرة”، مرشوقة بالمسامير؛ لتضرب، وتجرح، وتستسيل الدماء الفاسدة!
هي في يد رب الأسرة؛ للتربية والتقويم؛ لذلك ففي الكتابة التصويرية الصينية، يُرمز للأب برسم إنسان يمسك بالعصا!
وهي في يد المعلم بالمدرسة؛ لتصحيح أخطاء تتكرر!
وهي في يد قائد الجيش؛ رمزاً للقيادة، والتحكم!
كانت هي “النابوت” في يد الفتوّة في الحارة؛ يروّع بها الخصوم ـ كما هو الحال في ملحمة “الحرافيش”!
وأصبحت في يد الشرطي “خيزرانة”؛ يضرب بها المتظاهرين في الشوارع!
أعرف أن هناك من أدمنوا إساءة الأدب مع الله، وأدب الصداقة، والشراكة، والعمل، والمنافسة، والوطنية، ومن يضعون العصى في العجلات!
لكن العصا لم توجد للعقاب والقهر، بل للتأديب والتهذيب!
إنني أحب العصا، رغم ذكريات الألم الأليمة!
أُثمّن “العصا الرفيقة”، وهي في يد راعٍ يحب رعيته، وفي يد قائد جوقة يستنطق بها نوتته، وفي يد كفيف، يتلمس طريقه في الظلام، وفي يد رجل مسنّ يتكئ عليها بطمأنينة، وهي تعضده في شيخوخته!
وأصطف مع “العصا البيضاء”، المنحوتة من حزمة من الأخلاقيات والمبادئ السماوية، التي تدعونا لكي نتكئ عليها في ضباب الحياة؛ لتفسح لنا الطريق نحو حضارة القلب، والمجتمع، والعالم كله!…