بقلم: كنده الجيوش
صور و أخبار كثيرة من بلادنا عن مناسبات جميلة و منها شهر رمضان المبارك، أحد الشعانين ، وقريبا عيد الفصح وعيد الفطر .. جميعها تحمل لنا صور ملونة وجميلة لأطعمة تقليدية وشوارع جميلة .. وأحيانا شوارع متعبة وأحيانا مدمرة.
من الصور كانت أطفال يحتفلون بأحد الشعانين في دمشق ورغم ترتيبهم الكبير وجمال مسيرتهم والموسيقى الرائعة وزينتهم.. كانت وجوههم لاتحمل الكثير من البهجة.. ألوان العيد الكثيرة والشموع والموسيقى لم تخفي الحزن في مكان ما.. وكذلك الحرب في غزة والفقر في لبنان والعراق واليمن وغيرها..
يقول ليو تولستوي «ومثلما تضيئ شمعة ألاف الشموع يمكن لقلب طيب أن ينير ويسعد آلاف القلوب» وهذه هي روح الأعياد تأتينا ونحن نساعد والجميع يساعد المحتاجين سواء في كندا أو خارجها وبطرق مختلفة.
في كندا ينشط الأشخاص من المقتدرين والقادرين بالجهد أو المال لمساعدة المحتاج. يقومون بعملهم التطوعي فالبعض منهم يغسل الصحون في بيوت الإيواء أو العجزة ، أو يحضر ويطبخ للمحتاجين. البعض يخدم ويتطوع في المشافي والبعض الأخر يغني للأطفال أو يعزف البيانو .. وكل يتبرع بوقته وجهده وماله بأشكال متعددة.
وفي بلادنا هناك الكثير من المحتاجين سواء ماديا أو معنويا… حيث انه من المؤلم أن نرى الجوع في أعين الفقراء .. انه وقت العطاء الآن.
الأقربون أولى بالمعروف ولكننا نحب أن نساعد من لا سند له.
الجميل أن نتبرع بجهدنا ومالنا هنا في كندا والجميل والأجمل أيضاً أن نتبرع لمن يحتاج في بلادنا المتعبة من البرد والجوع والحرب التي دمرت البنى التحتية والأرض والشجر..
عائلات لا تجد الطعام الكافي وأطفال تذهب إلى المدارس بدون تدفئة أو تذهب بثياب يستطيع البرد أن يتخللها بسهولة ويتسلل إلى العظام سريعا.. تعيش تحت رحمة السماء والناس المحبة.
الرحمة للمحتاجين..
ونتذكر اليوم انه يمكننا أن نرسل لأحبتنا هناك وهم يوزعون الخير .. وان كلمة طيبة هي أجمل الهدايا إن لم يكن إلى العون المادي سبيلًا.
في بلادنا في الشرق الجميل وُلِدَ المسيح عليه السلام ومحبته عبرت الأرض… ووُلِدَ النبي محمد(ص) وسيدنا موسى والكثير من الأولياء والصالحين.
وفي دمشق – مثلا- في الجامع الأموي لازالت صورة السيد المسيح ووجهه منحوتة عاليا في حجارة الحائط الكبير .. ولازال ضريح النبي يحيى «يوحنا المعمدان» — الذي نحتفي به هنا في كيبيك كل عام وهو الرمز الوطني الكبير — يتربع وسط الجامع الأموي ويصلي له المسلم والمسيحي .. ولازال حوض العمادة في قلب المسجد يتبارك به الزائرون.
المسجد كان كنيسة قبلها وقبل ذلك معبد بيزنطي وقبل ذلك اله ارمي …
إنها دمشق التي احتضنت الجميع حيث يذكر التاريخ ومن وثّقهُ كيف أطعمت الكنائس المسيحي والمسلم في أيام المجاعات عبر القرون الماضية .
إنهم الفقراء والمرهقين في كل مكان في بلادنا العربية غزة وسوريا ومصر ولبنان واليمن والعراق و..و..و… انه وقت العطاء.
تاريخ طويل والاهم منه هي الإنسانية القوية فيه.
أهل الخير هم … وأهل الخير أنتم.