بقلم : عادل عطية
ما كل هذه الأنصاب، المنتصبة على أرضنا، التي اسمها الذات، والتي تُذبح عندها مشاعر الآخرين كقرابين!
ما كل هذه العبارات الفظة والمذلة، والتي تتدفق إلى الآذان، بجرأة ووقاحة الشر، وكالسهام تخترق القلوب!
ما كل هذه الحشود المتزاحمة، العمياء النفوس، والمظلمة من الداخل، والقساة حتى أنه يصعب تحريك عواطفهم!
ما كل هذا العارالمخزي، الذي يتردد صداه بلا توقف، في مجتمعاتنا، وفي فضاءات أوطاننا!
ألا تؤلمكم قصة الطفل، الذي يعاني الألم، ويعيش موته، وقد ذهب لقبر أمه، وبدأ يخاطبها، لعلها تنصت إليه: “تعالي معي، المدرس يضربني أمام الطلاب، ويصرخ: أمك مهملة، ولا تهتم بك”!
وألا تخلجكم قصة الأستاذ الجامعي، وقد أخذ طلابه، يشيرون إليه بالهمز واللمز والهمس، ساخرين منه،لأنه يرتدي ساعة بنات. ولم يهتموا أنها ساعة ابنته، التي فاضت روحها في حادثة سير!
وألا تبكتكم قصة الفتاة، التي سقط عن رأسها “شعرها المستعار”، فضحك الكل عليها، بينما هي تنشج بالبكاء وترجف، وتقول: “ما ذنبي أن داء السرطان أطاح بشعري”!
انزلوا عن شجرتكم، وأهتموابالذين يعانون العذاب، والأسى العميق. ومهّدوا لهم الطريق خارج هذه الأوجاع، ليتجاوزوها بإيمان وثقة، ويصلوا فرحينإلى أرض ميعادهم، حيث جنة الحب والأمل!
ان لم تفعلوا ذلك؛ فنحن لا نستحق أن نكون بشراً بعد!