بقلم: خالد بنيصغي
لست أدري إن كانت كراسي المسؤوليات الكبرى بالمغرب بها لاصق يشد كل من يجلس عليها ، أم أن المسؤولين هم من يأتون بمواد لاصقة ويضعونها على هذه الكراسي ثم يجلسون عليها كي يلتصقوا بها طول حياتهم ؟؟
إن الأمر يستدعي كثيراً من التساؤلات حول تشدق هؤلاء وأمثالهم بالديمقراطية والمساواة ؟؟ يقولون بهذا الذي لا ينطبق عليهم إطلاقاً .. بل إنهم يُقيمون الدنيا ولا يقعدونها من أجل الاستمرار في مناصبهم رغم مخالفتها للقوانين والأعراف والأخلاق كذلك .. والأدهى والأمر هو أنهم يتحدثون بكل تلقائية عن الديمقراطية والشفافية والأخلاق .. ونحن نسأل إن كانت تصرفاتهم هذه فيها ما فيها من احترام الشكل الديمقراطي الذي أوجعوا آذاننا بترديده دون طائل منهم ؟؟
لننظر في المجال السياسي الذي يبدو فيه المشهد الحزبي واضحا بكل معالم الدكتاتورية الذي يتجلى في أمناء الأحزاب أولا ، والذين يبدو أنهم ورثوا أمانة الحزب إلى الأبد بل وتوريثها بعد ذلك لأبنائهم وبناتهم .. ويمكننا القول بأنه يندر أي استثناء في هذا المجال إلا أن يكون عارضاً ربما من حين لآخر ؟؟
وغير بعيد عن الأحزاب فنفس الشيء يحدث بالنسبة للوزارات ، حيث إن فقدان منصب الوزير يتبعه مباشرة منصبٌ هامٌّ في هرم السلطة دائما من مثل : سفراء ورؤساء لأهم الإدارات والقطاعات الحيوية في المغرب ، والتي دائما ما تذر أموالاً ضخمة لهم ..
حتى الرياضة بدورها لم تسلم من هذا الحب الغريب للمنصب ، جمعية المدربين برئيس واحد منذ توليه الرئاسة ؟؟ والكرة الشاطئية فالمدرب ولله الحمد ينعم بالخلود فيها برغم أنه لم يحصّل على أية نتيجة إيجابة تذكر .. وهناك الكثير من الأمثلة في مجالات عدة .
وفي المجال الفني أيضا عندما نرى ذلك التطاحن فيما بين الفنانين في التمثيل والمسرح والموسيقى والغناء وغيرها .. حينها نؤمن أن لا شيء اسمه فن ، والادعاء بأن الفن “ رسالة “ هو مجرد هُراء وخرافة .. بل هو مصالح شخصية قبل أن يصل إلى الجمهور المغربي ما يصله من رداءة ومستوى هزيل يبتلع كل هذا مع “ الحريرة “ المغربية في شهر رمضان الكريم ؟؟
نحن هنا لسنا ضد العمل إلى آخر رمق في حياة الإنسان ، ولكننا ضد أن يرث أي شخص كيفما كان منصباً من المناصب مخصصاً بشكل ديمقراطي للوصول إليه عن طريق تصويت المنتمين بكل شفافية ولمدة ولايتيْن كما يحدد ذلك القانون الداخلي لأي حزب أو جمعية أو ودادية ، فالنضال الذي يَدَّعِيهِ هؤلاء الرؤساء والأمناء “ خرافة “ لا يصدقها إلا جاهل أو أمّي أو فاقد لوعيه .. النضال الحقيقي هو أن يُحتَرَم القانون الداخلي في أي موضع كان .. وكفى من الأنانية وحب الكرسي إلى حد التملك .. فالمغرب لجميع المغاربة بدون استثناء ، واحترام القانون وعدم التحايل عليه إما بالتعديل أو التحريف أو التأويل وغيره ، هو في حد ذاته احترام لهذا الشخص “ أمينا أو رئيسا “ فلا يصح إلا الصحيح ، والتاريخ لا يذكر إلا المواقف العظيمة الموسومة بالصدق والشجاعة .. ودمتم بود .