شعر: نسرين حبيب
اخترْتُ الوحدةَ ملجأي
ولو سُئِلْتُ عن الدّافع
لَبُحْتُ بِسرّيَ المُريح
لَقُلْتُ إنّي في وحدَتي ألقاكِ لي وحدي
أنساكِ أشلاءَ نَوحي
أحفظُكِ بِصَريحِ بَوحي
أُسكِتُ نفسي على مسمعي
كي لا يَسمعَ السّائِلُ المُتَعنّتُ الفصيح
وأَقولُ إنّي اخترتُكِ وحدتي
والوحدةُ ليسَتِ اختلاءً بالنَّفْس كما يَعرِفون
ولا انفرادًا بالذّاتِ مثلما يدَّعون
لا شعورَ بالفراغِ ولا مجرّدَ ابتعادٍ قسريّ عن الكائنات،
لاحالةَ هروبٍ أو نأيٍ طوعيّ عن سائرِ المخلوقات
إنّما اكتفاءٌ بالأنا معكِ، ونأيٌ إراديٌّ مع لذّتي
لو خُيّرْتُ وحيدَتي، لاختَرْتُكِ وحدتي
ولو سُئِلْتُ عنِ الرّادع
لاحتجْتُ لطبيبٍ نَفْسيّ
يُحلّلُ نَفسِيَّتي ويَقِرُّ سببَ بَلوَتي
لكنّي اختَرْتُ أن أَكونَ طبيبَ نَفسي
لأَعترفَ بِضعفي وأُقرَّ بعلَّتي
أنتِ الدّافعُ الرّادعُ ما بين الرّوحِ والنَّفَسِ
ولو أنتِ الوجعُ لَفَضَّلْتُ التَّمتُّعَ بِوَجَعي
واخترتُكِ بإصرارٍ وحدتي