بقلم: عادل عطية
ـ هل سمعت عن «قاطع الملابس»؟
ـ سمعت، فقط، عن «قاطع الطريق».
ـ انه مصمم الأزياء، الذي يجعل من تصميماته: «موضة»، تنتشر في كل ربوع العالم.
ـ أنا أعتقد بأن ليس كل موضة تليق، ولكن كل ما يليق هو موضة.
ـ فما رأيك في الملابس المُقطّعة، التي يرتديها كل «هو» وكل «هي»، بأسعار باهظة الثمن؟
ـ ربما يريدون الأصطفاف مع الفقراء، وتدعيمهم، بارتداء الأزياء التي تشبه ملابسهم.
ـ أيهما أجدى، في رؤيتك: التعاطف، أم المساعدة؟
ربما حيّره السؤال، فلم يجب. ولكني ـ ويا للمصادفة ـ رأيت وجهاً لوجه، صبياً يرتدى ملابسه المُقطّعة، فجاءتني فكرة مجنونة، فتقدمت منه، وقلت له:
ـ هل تعلم أن ملابسك هذه، أصبحت موضة، وغالية الثمن؟
واستدركت:
ـ فقط أخلعها عنك، وسأقوم بغسلها، وكيّها، وبيعها لصالحك؛ لتحصل على مبلغ من المال، لا بأس به، يعينك على الحياة الضنينة.
نظر الصبي إلىّ بريبة، وقال ببراءة:
ـ ولكني سأصبح عرياناً، إلى أن تأتيني بثمنها!