بقلم: داوود سليمان
المنفعة كلمة واحدة ولكنها تحمل مطلب حقيقي لاحتياجات البشر . بداخل كل انسان رغبة للمنفعة ، واشتياق وطموح كبير للحصول على ما يفيدنا و ننتفع به
نعم ، علينا أن نسعي لنحقق طموحاتنا و نجاهد لأجل التغير و التطور و الانتقال من مستوى الي مستوى أعلى .
هذا يعني أن بداخل القلب دافع قوي للحصول على منفعة . لا بل هو مطلب كل البشر ، لا بل هو مشروع من الله أن نقوم بعمله في حياتنا علي الارض . الله خالقنا يحثنا و يشجعنا و يعلمنا في الكتاب المقدس بهذا الخصوص ، و يقول لنا :
في كل تعب منفعة .. اي نتيجة جهد الإنسان منفعة . و ايضا للحكمة منفعة أكثر من التعب . و ايضا ان للنور منفعة اكثر من الظلمة . فلا ضرر أو خطأ أو خطية أو حرج في أن نسعي لأجل المنفعة . و هنا السؤال ما هي نوع المنفعة التي نسعى للحصول عليها ؟ و كيف نحصل عليها ؟ هذا هو لب الموضوع
المنفعة تعني في طياتها الاكتفاء ؛ الراحة ،؛ السلام . فالمنفعة ليست محدودة في الحصول على المال أو الغنى أو الشهرة ، بل هي تعني اطمئنان القلب و السلام النفسي في عمق الإنسان ..
هناك الكثير من الأعمال تعمل و جهد كبير يبذل لأجل الحصول على المنفعة و مع الاسف ؛ ينتهي الأمر بدون المنفعة المرجوة . يعلمنا الله في الكتاب المقدس في سفر العبرانيين 13:9 بالقول
لا تساقوا بتعاليم متنوعة و غريبة …لم ينتفع بها الذين تعاطوها .. وفي انجيل مرقس الاصحاح ٨ و عدد ٣٦ يقول
لانه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله و خسر نفسه . نتعلم من قول الكتاب المقدس أن هناك جهد يبذل للحصول على منفعة و لا تنجح ، و ايضا يبذل جهد لأجل المنفعة و تنتهي الي خسارة أبدية .. هل من الممكن أن انسان يربح العالم كله ؟ نعم ، فقد ربح عظماء و ملوك العالم أو علي الاقل جزء كبير منهم العالم . و مع ذلك خسروا المنفعة الحقيقية و لم ينتفعوا شيئا و انتهت حياتهم بخسارة نفوسهم الأبدية . في الحقيقة أن هناك رابط و علاقة و اتصال بين رغبة الإنسان لينتفع في مدة حياته علي الارض و حياته الأبدية بعد الموت
نعم بالتأكيد . لذلك علينا أن نعرف كيف نحصل على المنفعة الحقيقية و تلك التي لا نخسرها ابدا و ذلك كما يعلمنا الله في الكتاب المقدس … الي اللقاء في العدد القادم .
نرحب بكم في مقر خدمة النعمة التبشيرية كل يوم سبت من الساعة 6:30 مساءاً على العنوان التالي:
2050 Rue Grenet Saint-Laurent