بقلم: داوود سليمان
هل يوجد منفعة يعطيه الصيام ؟ هل هناك فائدة و ربح من الصيام ؟
انا اري ان كل ما نفعله في الحياة له و منه منفعة. فنحن نذهب للعمل للحصول علي المال لنستعمله لسد احتياجات الحياة ، نحن نتزوج و ذلك لأجل الاكتفاء النفسي و العاطفي و إنجاب الأولاد وايضا نذهب رحلة للاستجمام و الراحة . هكذا نجد منفعة إيجابية في ما نقوم به . اذا
ما هي منفعة الصيام؟ قد يختلف الجواب من شخص الي اخر و في النهاية يكون الجواب نعم يوجد ربح و منفعة من الصيام . و جواب الأغلبية مركز علي الجسد و الصحة و الإرادة و أنه اي الصيام هو فرض ، واجب ، مطلب و أمر الله و خصوصا في شهر معين من شهور السنة . أنه سهل علينا أن نتبع الأكثرية و نعمل مثل الذين قبلنا و نقلدهم .
في الحقيقة ، لا يمكن أن يفرض الله علينا الصيام لأجل الجسد أو الصحة ، هذا العمل هو مسؤلية الشخص نفسه تجاة جسده و صحته. و ايضا ان يكون فرض الله الصيام و ركن من أركان الدين و يكون للقادرين . و ماذا عن المرضي و الحبالى ؟؟؟ . الحقيقة ، أن للصوم منفعة روحية ، علاقة الروح مع الله الخالق . انها توبة حقيقية ، عندما يقتنع الإنسان أنه يسير و يسلك في غير طريق الله و يرجع عنه و يلجأ إلى رحمة الله الذي هو علاقة شخصية مع الله . عندئذا يستفيد و يربح الشخص التائب منفعة و ربح روحي .
سلام في القلب و راحة ضمير لانه لجؤ شخصي الي الله الذي وحده يغير القلب و الإرادة و السلوك . لذلك علينا أن نتعظ و ندرك أن الصيام لا يرتبط بوقت أو تاريخ و لا هو امتناع عن الأكل في النهار و ناكل بالليل ولا هو تغير نوع الطعام من سمنة الي زيت إنما الصيام هو حالة توبة و فيه نتذلل أمام الخالق لطلب الرحمة والمغفرة فيها نرفع قلوبنا و بإرادتنا بالصلاة و الدعاء الي الله بالقول .. أشفق يارب علينا علي اولادنا و علي بلادنا . انا تاءبا يارب فيستحيب الرب الإله لصلاتك . يقول الله في الكتاب المقدس و في سفر يؤيل اصحاح ٢ و عدد ١٣
مزقوا قلوبكم لا ثيابكم و ارجعوا الي الرب إلهكم ، لانه رؤوف و رحيم و بطيء الغضب و كثير الرأفة .. فيبقي وراءه بركة . هذا ما نحتاج إليه و هذة هي منفعة الصيام هو الرجوع للرب الخالق
و الي اللقاء في العدد القادم