بقلم: داوود سليمان
المنفعة و التي تعني الاستفادة أي نستفيد و نفيد الآخرين هي شي ضروري و جوهري في الحياة لا بل هو مطلب أساسي لكل إنسان في مسيرة الحياة .
المنفعة هي تغيير و تجديد في واقع الحياة للسلام و الحب و الصحة. الله يريد منا أن نسعى جاهدين لأجل تغيير و تجديد حياتنا . و السؤال هو؟
ماذا نستفيد ؟ و ما هي نوع الاستفادة ؟ و كيف نحصل على المنفعة أو الاستفادة ؟ و الجواب علي هذه الأسئلة البدائية قد يختلف من شخص لآخر في كيفية تغيير حياته، و أنا شخصيا اعبر عن رأيي الشخصي علي جواب هذا السؤال المهم . يعلمني الكتاب المقدس ، هذا مرجعي و مصدر ما أريد قوله ، في إنجيل متى و الإصحاح ٢:٨ قال السيد المسيح لشخص أراد أن يتبعه، للثعالب اوجرة ولطيور السماء أوكار وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَه.
يا للعجب أن يسوع المعلم و السيد و الذي كان يجول بين العامة و يشفي كل مرض ويحرر الإنسان من قيود الشيطان ، نراه هادئ وفي سلام و ثقة في نفسه بالرغم من أنه لم يكن له سند مادي و لا حتى منزل ليبيت فيه ..
هذا يعني في نظري أن هناك منفعة أو الاستفادة أهم و أعظم من منافع المال و الشهرة و الغنى . لان جهود الإنسان للحصول على المال و غيره من الأشياء المرغوبة للمنفعة لا ينتهي و لا يشبع و لا يعطي شبع أو راحة أو سلام في القلب .
أن المال و الغنى ضروري ، إلا أننا نقضي أيامنا في صراع مع الحياة لأجل المال و المزيد من المال و لا نكتفي و هو زائل ووقتي و متغير . فهو من خارج القلب و لا يدخل الي القلب لأنه مادة و نحن مخلوقين علي صورة الله . فالمادة أمر نستخدمه لنعيش لأجل قوتنا اليومي أما سلام القلب وراحة النفس في القلب هي من الله . ذلك كان في شخص السيد المسيح المثل الأعلى و الأعظم لنتبع خطواته و نطَّلع على حياته المكتوبة في الكتاب المقدس . إذا الجواب علي السؤال ما هي الاستفادة ؟ هي السلام و الراحة في داخل القلب . و ماذا نستفيد ؟ نستفيد صحة و غني و هدوء في نفوسنا لا بل شبع حقيقي لا يمكن للمادة أن تمنحه . و نحصل عليه بالنظر الي المثال الأعلى لكل الأجيال أنه المعلم الصالح هو السيد المسيح يسوع الذي نتعلم منه و بالاقتداء به الاستفادة لا تتغير بل تغيرنا و هذا ما نحتاج إليه .
و الي اللقاء في العدد القادم