بقلم: فـريد زمكحل
بعد أيام قليلة قادمة سيحتفل العالم بعيد الميلاد المجيد للسيد المسيح له كل المجد، وهو عيد التجسّد الإلهي حسبما جاء في رسالة القديس بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس (3:16) «عظيم هو سِرُّ التَّقوى الله ظهر في الجَسَد»، ما جعل لهذا الميلاد المبارك خصائصه العجائبية الفريدة التي لم يتمتع بها أي مولود من مواليد النساء، لا من قبل ولا من بعد للأسباب التالية :
لأنه كان من الروح القدس أي من روح الله القدوس لأن المولود من القدّوس قدّوساً من الأساس لأنه نطق الله العاقل أو عقل الله الناطق أي حكمة الله وكلمته، وهو ما جاء في الفصل الأول من إنجيل ربنا يسوع المسيح للقديس يوحنا كالتالي: «فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ.» هذا في البدءِ عند الله.
« كُلُّ به كُوِّنَ وبغيرهِ لم يكُوّن شئُ ممَّا كُوِّنَ. فيه كانت الحياةُ والحياةُ كانت نور الناسِ والنورُ يُضئُ في الظُلمة والظلمةُ لم تُدرِكْهُ». هذا هو شخص السيد المسيح كلمة الله الذي جاء ذكره في القرآن في سورة آل عمران أية رقم 45: « إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ».
كما وتكرر نفس المعنى في سورة النساء الآية رقم 171:
« إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ».
هذا هو المسيح الذي تنكَّر له اليهود وطالبوا بصلبه وموته قبل أن تتشكل حركة حماس وجميع فصائل المقاومة الفلسطينية بـ 2023 عاماً حتى وإن كان في موته تتحقق رسالته في غفران الخطايا وخلاص النفوس إلا أنه قام حيا للأبد وانتصر على الموت وأقمنا معه، كما سيقوم الشعب الفلسطيني ليحصل على جميع حقوقه ولو بعد حين.
عيد ميلاد مجيد وكل عام والجميع بخير وصحة وسلام.