بقلم: عبدالله الديك
مصرنا الغالية.. أم الحضارة.. تمر اليوم بمرحلة حاسمة في تاريخها المجيد ..
الشعب ثائر.. غائر .. حائر .. الغلاء تفشي في أركان المعيشة .. المصري الغلبان قسي عليه الزمن .. شريط الأحداث يمر أمامه يسترجع فيه تضحياته للوصول الي حياة كريمة.. لكن هيهات ضاع العمر ولم يتحقق الحلم .. منذ انقلاب يوليو ٥٢ وهو مطالب بشد الحزام لان الوضع يتطلب ذلك ..أضاع عبدالناصر الوطن الغالي بنرجسية فريدة .. أطلق لنفسه العنان كزعيم أوحد قبض على الوطن بيد من حديد و غطرسة غريبة.. جعجع كثيراً و اغتال حلم الشباب بمستقبل آمن.. وأثبتت الأيام كذب وعود الزعيم ..
استلم الوطن و كان في مجده .. مصر التاريخ .. ادخل الوطن في صراعات لا دخل له بها .. حرب ٥٦ .. حرب اليمن .. حرب الجزائر.. حرب الكونغو… ثم جاءت نكسة يونيو ٦٧ .. انهار اقتصاد الوطن .. أين الوعود ..إلقاء إسرائيل في عرض البحار وما وراء إسرائيل وكان يقصد أمريكا .
ضاعت معالم الوطن و ضاع الشباب ما بين شهيد و قعيد..
مصر التي تمتلك البحر المتوسط والبحر الأحمر و نهر النيل و قناة السويس و الثروة المعدنية و الغاز الطبيعي و ثلث أثار العالم و مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية و ثروة بشرية عملاقة وعقول تعلمت في جامعات عالمية.. لكن أين القائد لنكون في الريادة ..
جاء السادات العظيم و بذل الرجل ما في وسعه لاستعادة الأرض و العرض في حرب أكتوبر المجيدة ٧٣ .. ثم محادثات السلام و معاهدة كامب ديفيد لاسترداد كامل الأرض..
ثم أكمل مبارك البطل المسيرة و رفع العلم في سيناء واسترد الشبر الأخير من طابا ..
ولكن خونة الوطن أطاحوا به في ٢٠١١ و لكن المصريين الشرفاء استوعبوا الدرس وفهموا أنهم لم يفعلوا أي شيء سوي أنهم أطلقوا الرصاص علي أنفسهم .. لولا الرئيس عبدالفتاح السيسي و الجيش المصري في ٣٠ يونيو لكانت مصر في ذمة التاريخ ..
بلا تطبيل .. كلغة أيامنا هذه، الرئيس السيسي أعطي جل اهتمامه للوطن من الداخل .. كفي تهريج .. لو عبدالناصر اهتم بالداخل لأصبحنا اليوم في مصاف الدول المتقدمة..
اهتم السيسي بإعادة البناء للبنية التحتية في شتي المجالات .. طرق وكباري و إزالة عشوائيات و إقامة مدن جديدة وكذا المشاريع الضخمة كفرع قناة السويس و محطة الضبعة النووية و الكثير من الإبهار يشهد له من يأتي لزيارة مصر.. و رغم محاولات الأعداء من تسخين الشارع المصري و اختلاق المشاكل للإعاقة و عرقلة البناء وكما قال الكاتب الساخر الراحل احمد رجب اسأل الله تعالي أن يحمي مصر من المصريين ..
لان المصريين اليوم ليسوا أبناء الأمس.. اختلف الواقع و المضمون و الشكل و الملبس و السلوك و الأخلاق و التربية و كل كلمة من هذه الصفات تكتب فيها صفحات ..
ماذا يفعل السيسي مع هذه النوعية من العقول .. لكن يبقي الوازع الوطني داخل المصريين الأصلاء .. ناهيك عن مقولة قبطي و مسلم .. الرجل يذهب الي الكاتدرائية ليلة الميلاد ليشارك الأقباط فرحتهم بالعيد .. و الشعب الطيب الأصيل مازال به صفات حميدة و ما تابعناه في الأيام الماضية في انتقال الأب الكاهن المحبوب القمص صليب متي ساويرس عندما وضعت عائلة السني ( الحاج سيد و الحاج جمال و الحاج حافظ ) يافطة كبيرة تنعي وتشارك الأقباط أحزانهم ..
اليوم حديث الساعة عن رأس الحكمة و استثمارات دولة الإمارات العربية المتحدة التي لها كل الشكر والتقدير.. و كوصية الوالد الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان رحمه الله لأبناؤه بوضع مصر في قلوبهم .. قام الشيخ محمد بن زايد أطال الله بعمره بكل الواجب تجاه مصر وشعبها ..
ما أروع المشروع .. ما أروع الحدث .. ما أروع النظرة المستقبلية ..
المصري الواعي فهم و شكر الرئيس السيسي الذي يفكر لأجيال قادمة و يبذل كل الجهد لإسعادهم .
نحن جيل عفي عليه الزمن ولن نعيش لنري انجازات السيسي لمصر حتي هو الله يطول بعمره لا يعلم يومه متي.. لكنه سيترك ذكري طيبة .. رجل خدم الوطن بكل عفوية و صدق ..
يا مصريين .. كفي .. اتركوا الرجل يعمل لخير مصر .
سألوني البارحة عن وطني و أنا في غربتي فرددت عليهم بالنشيد الوطني وقبل أن أصل الي النهاية بكيت .. بكيت .