على الرغم من الخسائر التي سجلتها أسواق الأسهم الأميركية والعالمية خلال اليومين الماضيين، قلل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من شأن المخاوف التي تسود الأسواق بسبب الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها، وقارنها بـ”علاج” يهدف إلى معالجة أمراض الاقتصاد الأميركي، معتبرا أنها جيدة جدا ورائعة.
وفي وقت اتجهت مؤشرات الأسهم نحو انخفاض جديد اليوم الاثنين، قال ترامب لصحفيين على متن الطائرة الرئاسية “إير فورس وان”، “في بعض الأحيان يتعين تناول علاج من أجل التعافي”.
كما أردف ترامب حين سئل خلال عودته إلى واشنطن بعد عطلة نهاية الأسبوع التي قضاها في مقر إقامته في مارالاجو بولاية فلوريدا، عن التراجع الذي تشهده الأسواق المالية منذ أن أعلن فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على الأقل على كل الواردات الأميركية يوم الأربعاء الماضي، أن بلاده أصبحت “أقوى بكثير” منذ الإعلان عن هذه الإجراءات.
إلى ذلك، اعتبر ترامب أن التراجع الذي تشهده الأسواق لم يكن قرارا متعمدا من جانبه وقال إنه يريد إيجاد حل “للعجز الأمريكى مع الصين والاتحاد الأوروبي ودول أخرى”.
وأضاف ترامب “لا أريد تراجعا في أي سوق، لكن في بعض الأحيان يتعين تناول علاج من أجل التعافي”، في إشارة إلى اعتماد الاقتصاد الأمريكى على الواردات، مشددا على أن “الطريقة الوحيدة لحل هذه المشكلة هي الرسوم الجمركية”.
كذلك أكد ترامب أنه تحدث خلال عطلة نهاية الأسبوع “مع كثير من الأوروبيين والآسيويين ومع العالم بأسره، حول التوصل إلى اتفاق”.
وردا على سؤال حول إمكان التفاوض على منطقة خالية من الرسوم الجمركية مع أوروبا، مثلما اقترح مستشاره إيلون ماسك، كرر ترامب قوله المأثور “أوروبا حققت ثروة من ورائنا وعاملتنا بشكل سيئ جدا”.
كما أردف ترامب قائلا يريدون التحدث، لكن لن يكون هناك نقاش إلى أن يعطونا الكثير من المال على أساس سنوي”.
أما في ما يتعلق بالصين، فشدد على أنه لن يبرم اتفاقا إن لم يعالج العجز التجاري.
وكان كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية أشاروا أمس إلى أن أكثر من 50 دولة مستهدفة بالرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب قد تواصلت لبدء مفاوضات بشأن الرسوم الواسعة على الواردات، والتي تسببت في اضطراب الأسواق المالية، وأثارت مخاوف من حدوث ركود، وقلبت نظام التجارة العالمية رأسا على عقب.
يشار إلى أنه من المقرر أن تبدأ الولايات المتحدة في تحصيل هذه الرسوم المرتفعة اعتبارا من يوم الأربعاء المقبل، مما يُدشّن حقبة جديدة من عدم اليقين الاقتصادي دون أي نهاية واضحة في الأفق.