بقلم: حسّان عبد الله
بمناسبة عيد المعلّم الذي يصادف في التاسع من شهر آذار مارس من كل عام، عيد التضحية والبذل والعطاء
أقدّم لكم القصيدة التالية التي تظهر معاناة المعلّم وجهده في تعليم الآخرين وإرشادهم ، كيف لا وقد دخلَ أحَدُ الطلّابِ مطعمًا فوجدَ أستاذَهُ الذي دَرَّسهُ يعملُ طاهِيًا في هذا المطعم :
ماذا أَقولُ وقدْ رأَيْتُ مُعَلِّمي
في مَطْعمِ الخضراءِ يعْمَلُ طاهِيًا
يا لَيْتَني ما عِشْتُ يَوْمًا كيْ أَرى
مَنْ قادَنا لِلسّعْدِ أَصبحَ باكِيا
لمَّا رَآني غَضَّ عَنِّي طَرْفَهُ
كي لا أُكَلِّمَهُ وأصبحَ لاهِيا
هُوَ مُحْرَجٌ ، لكنَّني نادَيْتُهُ
يا مَنْ أَنَرْتَ الدَّرْبَ خِلْتُكَ ناسِيا
فَأَجابَ مُبْتَسِمًا ويَمْسَحُ كَفَّهُ
أَهْلًا بسامي مِثْلُكَ اسمُكَ سامِيا
إِنْ كنتَ تَسْأَلُ عن وجودي ها هنا
فالوَضْعُ أَصبحَ بالإِجابةِ كافِيا
قَطَعوا الرَّوَاتِبَ يا بُنَيَّ وحالُنا
قد زادَ سوءًا بعدَ سوءٍ خافِيا
الجوعُ يَسْكنُ بيتَ كلِّ مُعَلِّمٍ
والبُؤْسُ دَرْسًا في المَدارِسِ سارِيا
إِنْ لُمْتَني عَمَّا فَعَلْتُ مُصارِحًا
فَإِلَيْكَ أطْرَحُ يا بُنَيَّ سُؤَالِيا
إِنْ عُدْتُ للتدْريسِ ، أَيْنَ رَواتِبي؟
أوْ كيفَ أُطْعِمُ يا – رَعاكَ- عِيالِيا ؟
أَوْ كيفَ أَدْفَعُ لِلْمُؤَجِّرِ حَقَّهُ؟
إِنْ جاءَ يَطْلُبُني ويَصْرُخُ عالِيا
أَوْ كَيْفَ أَشْرَحُ لِلْعِيالِ درُوسَهمْ ؟
وأَنا أُفَكِّرُ كيفَ أَرْجِعُ ماشيا
أَوْ كيفَ أُعطي مَنْ تَمَيَّزَ حَقَّه؟
وأنا أفَكِّرُ ما عَلَيَّ وما لِيا