بقلم: سليم خليل
تبقى عملية تصريف المجارير من القضايا والمشاكل التي يصعب على الكثير من الدول أن تجد لها حلولا وتنتهي هذه المجارير في البحار والمحيطات حيث تلوث البيئة البحرية بدلا من إعادتها إلى اليابسة للإستفادة من محتوياتها المفيدة .
كانت اسكوتلاندا البريطانية السباقة في معالجة مشكلة المجارير بإبتكار عملية تكرير طبيعية وبأسلوب عبقري وجميل ؛ لا حاجة إلى استعمال كيماويات يصعب تصريفها ؛ إنها عملية طبيعية بكاملها ؛ إكتشف وابتكر هذه المعالجة الطبيعية علماء في اسكوتلاندا وأخذت تنتشر في العالم .
أطلق على هذه العملية إسم – الماكينات الحية – قال العالم – آلان واطسون فاذرستون – مؤسس الجمعية الخيرية - شجرة للحياة – إننا ، بتحويل مياه المراحيض إلى المحيطات نحرم الأرض من مغذِياتها ؛ نتعامل مع هذا الكوكب وكأنه سوبر ماركيت نتسوق منها حاجاتنا ثم نلقيها بعد استعمالها . إذاعالجنا النفايات بشكل مخبري لن يكون قمامة على الأرض .
لقد بدأنا محاولتنا الناجحة منذ عشرين عاما في قرية عدد سكانها – ٤٠٠ – وبمجموعة إختبارات طبيعية وهندسة مدنية وبدون عقبات . أنشأ العلماء مجموعة خزانات تمر فيها مياه المجارير خارج بلدة – موراي في اسكوتلاندا – ؛ في تلك الخزانات مجموعات من البكتيريات المختلفة والأسماك والحلزون والبزاق تعمل على تنقية المياه الملوثة والملونة .
تمر المياه بخزانات أخرى مغطاة بحشائش مائية – آزولا – تحجب أشعة الشمس لمنع نمو الطفيليات ثم تعالج المياه بالأكسيجين لقتل البكتيريات .
في مدينة لندن العاصمة البريطانية تم بناء خزانات لمعالجة المياه خارج بعض الجامعات وخارج بعض المجمعات السكنية ؛ كما أن بلاد الهند أخذت تستعمل هذا الأسلوب لتنقية مياه الأقنية .
في مدينة شيكاغو تم إنشاء مشروع يعالج جزءا من مياه المجارير وتُستعمل المياه المكررة في ري حقول البندورة والخيار والكوسا .
أخذت عملية التكرير هذه تنتشر بعد أن دعي الناشط العالمي في مجال الحفاظ على البيئة – جوناتان بوريت – لتدشين أحد المشاريع وتحدث عنها في كتابه – العالم الذي صنعنا ٢٠١٥-
ويتخيل الكاتب أن مشاريع مماثلة ستنتشر في العالم وأن محطات تكرير ستبنى حتى في المجتمعات الصغيرة ؛ ويقول الناشط جوناتان بوريت : لا يمكن أن تستمر الخليقة بإستهلاك مواردنا الطبيعية بالشكل الحالي وعلينا أن نجد الحلول اللازمة وتحدث بالتفصيل عن المشروع الجديد – الماكينة الحية – متمنيا أن ينتشر بناء مشاريع مماثلة في كافة بقاع المسكونة للحفاظ على صحة ونقاوة الثروة المائية .