شارك رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو يوم أمس في الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة وقمة المستقبل التي تستمر لغاية 25 أيلول (سبتمبر) في مقرّ الأمم المتحدة في نيويورك، مقدّماً دعمه لـ’’الميثاق من أجل المستقبل‘‘ في ظلّ عدم استقرار جيوسياسي متزايد حول العالم.
’’نجتمع في لحظة حاسمة بالنسبة للعالم، في مواجهة عدم استقرار متزايد يهدّد الأسس ذاتها للنظام الدولي‘‘، قال ترودو في مستهلّ خطابه.
وتابع ترودو طارحاً خياراً: إمّا أن ندفن رؤوسنا في الرمال أو أن نتّحد لمعالجة المشاكل العالمية على مستوى متعدّد الأطراف، كما أوصى بذلك ’’الميثاق من أجل المستقبل‘‘ الذي اعتمدته الأمم المتحدة في وقت سابق من يوم أمس بدعم 143 دولة من أصل 167 دولة ممثَّلة.
وكشف رئيس الحكومة الليبرالية أنه أثناء تجواله في كندا التقى بالعديد من الشباب الذين أخبروه ’’أنهم قلقون بشأن الوعد الذي قطعته كندا، الوعد بأنه إذا عملنا بجد يمكننا أن نفعل أفضل من الأجيال السابقة‘‘.
’’هذا الوعد ينزلق بعيداً عن متناول اليد، لذا نتحرك كحكومة‘‘، قال ترودو، مشيراً إلى أنّ الحلّ يكمن في الاستثمار في تدابير الرعاية الاجتماعية.
وجادل ترودو بأنّ هذه الاستثمارات ليس لها تأثيرات محلية فقط. ’’لا تتوقف التغيرات المناخية والتضخم عند الحدود، فعدمُ المساواة مشكلة للعالم أجمع، للناس من كافة مناحي الحياة. إذا أردنا أن نخدم مواطنينا بشكل جيد، يجب علينا أن نتصدّى للتحديات العالمية الكبرى معاً‘‘.
وفي هذا الخصوص، أشار ترودو، من بين عدة أمور، إلى سياسة المساعدات الدولية النسوية التي تنتهجها كندا، والتزام كندا بتقديم 5 مليارات دولار لجهود تمويل المناخ العالمي، وكونها ’’أول دولة رئيسية منتجة للنفط والغاز تضع سقفاً للانبعاثات في هذا القطاع‘‘.
مهمة ترودو في الأمم المتحدة
تنشط كندا في الأمم المتحدة منذ إبصار المنظمة النور عام 1945، وهي ساهمت في صياغة ميثاق الأمم المتحدة.
ورئيس الحكومة الكندية هو الرئيس المشارك لمجموعة المدافعين عن أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. وجدّد ترودو التزام كندا ببرنامج عام 2030، وهو إطار عالمي مدته 15 عاماً تمّ اعتماده عام 2015 ويهدف إلى خلق عالم أكثر أماناً وخالٍ من الفقر والجوع.
كما أنّ تكافؤ الفرص في التعليم والتغطيةَ الصحية الشاملة هما من أهداف البرنامج.
ويشارك ترودو خلال وجوده في مقر الأمم المتحدة في استضافة نقاش مع رئيس الحكومة المؤقتة في هايتي، غاري كونيل، حول ’’الحلول التي يقودها الهايتيون‘‘، حسبما جاء في بيان صحفي.
وتشارك كندا على نطاق واسع في استجابة هايتي للأزمات الإنسانية والسياسية والأمنية المستمرة فوق أراضيها.
ويشير تقرير للأمم المتحدة صدر في حزيران (يونيو) إلى أنّ تزايد نشاط العصابات المسلحة في هايتي تسبّب بنزوح قرابة 580.000 شخص في البلاد منذ آذار (مارس).
وعلى جدول أعمال رئيس الحكومة الكندية في الأمم المتحدة أيضاً استضافته حدثاً مع رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، حول التغيرات المناخية وتسعير الكربون وإزالة الكربون الصناعي.
المصدر: راديو كندا