لامَ رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو الرئيسَ الأميركي دونالد ترامب، دون أن يسميه، على تنظيمه محادثات سلام حول أوكرانيا بين كبار المسؤولين الأميركيين والروس دون مشاركة أوكرانيا.
’’كندا واضحة جداً بشأن مبدأ أساسي: لا يمكن الحديث عن أوكرانيا دون إشراك أوكرانيا في هذه المحادثات‘‘، قال ترودو، ملخصاً الموقف الكندي، رداً على سؤال خلال مؤتمر صحفي عقده صباح اليوم في مونتريال للإعلان عن إطلاق مشروع بناء خط قطار فائق السرعة يربط بين مدينتيْ كيبيك وتورونتو.
كما طُلب من رئيس الحكومة الليبرالية التعليق على تصريح الرئيس الأميركي الذي ادعى زوراً أنّ أوكرانيا هي من ’’بدأ‘‘ الحرب مع روسيا.
’’لقد اختارت روسيا أن تنتهك القواعد الأساسية التي تحمينا جميعاً في ديمقراطياتنا حول العالم‘‘، تابع ترودو، ’’وعندما يدافع الأوكرانيون عن أنفسهم في أراضيهم، فإنهم يدافعون أيضاً عن المبادئ والقيم والقواعد التي تحافظ على أمننا جميعاً حول العالم‘‘.كندا وحلفاؤنا واضحون بشكل بلا لبس فيه في الوقوف ضد انتهاكات (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين غير القانونية وغير الأخلاقية وغير العادلة للنظام الدولي.نقلا عن جوستان ترودو، رئيس الحكومة الكندية
وتحدّث ترودو بعد ظهر اليوم عبر الإنترنت إلى القادة الأوروبيين الذين دعاهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإعداد ردّ على مبادرات ترامب تجاه روسيا.

يُشار إلى أنّ ترامب أظهر، خلال مؤتمر صحفي عقده أمس، القليلَ من الصبر على اعتراضات أوكرانيا على استبعادها من المحادثات الأميركية الروسية التي انطلقت أمس في المملكة السعودية، وقال إنّ أوكرانيا ’’ما كان ينبغي على الإطلاق أن تبدأ‘‘ الحربَ مع روسيا.
كما ادعى ترامب أمس، دون أن يقدّم أيّ دليل، أنّ نسبة شعبية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تبلغ 4%، ووصفه اليوم بأنه ’’دكتاتور‘‘.
يُذكر أنّ روسيا برئاسة بوتين قامت بغزو جارتها أوكرانيا عام 2014، فاحتلت شبه جزيرة القرم وضمّتها رسمياً إلى أراضيها.
وفي 24 شباط (فبراير) 2022 قام بوتين بغزو أوكرانيا مجدداً، وبشكل واسع النطاق هذه المرة، مبرراً هجومه بأنه ضروري لحماية المدنيين في شرق أوكرانيا ومنع أوكرانيا من الانضمام إلى منظمة حلف شمال الأطلسي (’’ناتو‘‘).
ونددت أوكرانيا وحلفاؤها بهذا الغزو الجديد واصفين إياه بأنه عمل عدواني غير مبرَّر.

ولم يزل الجيش الأوكراني يواجه القوات الروسية الغازية بعد ثلاث سنوات متواصلة من القتال.
وتسيطر روسيا حالياً على خُمس الأراضي الأوكرانية.
وحتى تولي ترامب منصب الرئاسة رسمياً في 20 كانون الثاني (يناير) الفائت، كانت الولايات المتحدة حليفاً صلباً لأوكرانيا، وكانت في طليعة الدول التي دعمتها مالياً وبالأسلحة والمعدات العسكرية الأساسية التي مكّنتها من الصمود في وجه القوات الروسية الغازية، كما استخدمت واشنطن ثقلها السياسي لعزل موسكو على الساحة العالمية.
(نقلاً عن وكالة الصحافة الكندية)