قررت دول عدة، على غرار الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، تسريع عمليات إجلاء مواطنيها من النيجر، في أعقاب الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم، فيما يستمر رؤساء أركان قوات دفاع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس”، بحث سبل الرد على الانقلاب.
وأعلنت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا، اليوم الخميس، تقليص عدد الموظفين في سفارتيهما في العاصمة نيامي، مؤقتاً بسبب الوضع الأمني الحالي، وقبيل تظاهرات مرتقبة مؤيدة للانقلاب اليوم.
وكانت فرنسا وإيطاليا بدأت منذ يومين في إجلاء رعاياها من النيجر، وسط التوتر الذي أعقب الانقلاب.
وطلبت فرنسا اليوم من قوات الأمن في النيجر اتّخاذ الإجراءات الضرورية لضمان أمن البعثات الدبلوماسية الأجنبية في نيامي، خصوصاً تلك التابعة لفرنسا، بشكل كامل.
وذكرت الخارجية البريطانية أن هناك احتجاجات واضطرابات نتيجة الانقلاب العسكري، مشيرة إلى أن الأطراف التي نظمت تظاهرة في 30 يوليو، دعت لتنظيم تظاهرة أخرى بمناسبة عيد استقلال النيجر، الخميس.
وحذرت الخارجية البريطانية من أن التظاهرات قد تكون عنيفة، وأن الوضع يمكن أن يتغير بسرعة من دون سابق إنذار.
واختتم رؤساء أركان قوات دفاع “إيكواس”، اليوم الثاني من قمة عسكرية في عاصمة نيجيريا أبوجا بشأن الوضع في النيجر.
ومن المقرر أن تستمر الاجتماعات حتى الجمعة، بحسب ما أعلنت “إيكواس”.
وأفادت تقارير إخبارية بأن المسؤولين العسكريين تعهدوا بأن المحادثات ستبعث برسالة قوية بشأن عدم تسامحهم مع عمليات الاستيلاء غير الدستورية على السلطة في المنطقة.
وقرر قادة المجموعة خلال القمة الاستثنائية، الأحد، إمهال قادة الانقلاب العسكري في النيجر أسبوعاً للإفراج عن الرئيس محمد بازوم، وإعادته للسلطة، واستعادة النظام الدستوري بالكامل، وهددوا باتخاذ إجراءات، من ضمنها “استخدام القوة”، في حال عدم الالتزام بذلك.
وليس من الواضح ما إذا كانت اجتماعات رؤساء أركان قوات دفاع “إيكواس” في أبوجا ستوفر مزيداً من التفاصيل حول تهديد المجموعة الاقتصادية باستخدام القوة، في حال لم يعيد قادة الانقلاب بازوم إلى السلطة بحلول الموعد النهائي المقرر الأحد المقبل، والذي يعد الموقف الأقوى لها حتى الآن بعد سلسلة من الانقلابات العسكرية في المنطقة.
وفي وقت متأخر الأربعاء، تعهد المجلس العسكري في النيجر بعدم الرضوخ للضغوط الخارجية، معلناً رفضه لعقوبات “إيكواس” وتهديداتها بالتدخل العسكري.
يأتي ذلك فيما من المرتقب أن تشهد عاصمة النيجر نيامي، اليوم تظاهرات مؤيدة للانقلاب ورفضاً للتدخلات الأجنبية في البلاد، وهو ما دفع فرنسا للتعبير عن مخاوفها بشأن سلامة سفارتها.
وهاجم متظاهرون، الأحد الماضي، السفارة الفرنسية في نيامي، مما دفع الشرطة إلى إطلاق وابل من الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان، اليوم إن فرنسا تجدد إدانتها الشديدة لأحداث العنف التي ارتكبتها “مجموعات منظمة ومُجهزة” ضد سفارتها في النيجر الأحد الماضي.
وأضافت أنه عقب صدور دعوات للتظاهر، تذكر فرنسا بضرورة الاتزام بضمان سلامة وأمن بعثتها الدبلوماسية وموظفي البعثة، وفق ما ينص عليه القانون الدولي، ولا سيما اتفاقيات فيينا.
وجاء في البيان أن فرنسا “طلبت من قوات الأمن النيجيرية اتخاذ الإجراءات الضرورية لضمان أمن البعثات الدبلوماسية الأجنبية في نيامي، خصوصاً تلك التابعة لفرنسا، بشكل كامل”.
إلى ذلك، قال رئيس المجلس العسكري الانقلابي في النيجر عبد الرحمن تياني، إن المجلس لن يرضخ للضغوط لإعادة بازوم إلى السلطة، وهو ما يزيد من حدة المواجهة مع”إيكواس”، التي هددت بالتدخل بعد انقلاب الأسبوع الماضي.
وفي كلمة بثها التليفزيون، قال تياني إن المجلس العسكري “يرفض هذه العقوبات تماماً ويرفض الرضوخ لأي تهديدات أياً كان مصدرها. نرفض أي تدّخل في شؤون النيجر الداخلية”.
وفرضت إيكواس عقوبات على النيجر، وقالت إنها قد تسمح باستخدام القوة إن لم يُعِد قادة الانقلاب بازوم إلى السلطة في غضون أسبوع من الأحد.
المصدر: وكالات