بقلم: خالد بنيصغي
لسنا ندري نحن المغاربة ما الذي يضر الحكومة الجزائرية ومن يتبعها من الأغبياء الحاقدين على المغرب – ما الذي يضرهم – في هذا الحب المتبادل بين الشعب والملوك المغاربة على مر التاريخ ، نفس الحب يتجدد دائماً وأبداً مع الملك محمد السادس ، وسيبقى ويظل لقرون وقرون إن شاء الله تعالى ، ومع هذا الحسد والغباء الغير مبرر سنجيبهم حتى ننهي هذا الجدل بصفة نهائية لما سيحمله من حجج دامغة ومنطقية .
وقبل هذا وذاك نرى لزاماً أن نشير إلى بعض الأمور الأساسية في أخلاق المغاربة وتربيتهم ، ثم ما يمنحه الله عز وجل للبعض دون البعض الآخر من منة وفضل كبيريْن ، ويخصهم بعطاء لا مثيل له ، فسبحانه يتصرف في ملكه كيف يشاء .
عُرِفَ المغاربة عبر التاريخ بتربيتهم على الأخلاق العالية المتصفة بالبساطة والمتانة ، قوة المغرب تاريخيا مسجلة ومحفوظة بمداد الفخر والاعتزاز ، ويكفي أن نشير إلى العصور الذهبية التي عاشها المغرب وقد وصلت إلى فترة الإمبراطورية المغربية خاصة فترة السلطان يوسف بن تاشفين ، والتي لم تكن فترة قصيرة حكم خلالها الأندلس وشبه الجزيرة اللبيرية ( إسبانيا والبرتغال ) بعد أن توقف في حدود فرنسا وزهد في فتحها بعدما كان قادراً على فعل ذلك ، وأيضا في فترات متعددة كانت هذه الإمبراطورية تضم الجزائر وموريتانيا والسينغال ووصلت إلى حدود غينيا .
هكذا كان تاريخ المغاربة يجمع بيْن البساطة والمتانة والقوة ، ولا يزال على هذا إلى اليوم ، كرم وحب للآخر واحترام لا حد له للأكبر منه ، هكذا عاش المغاربة يقبلون رؤوس وأيادي آبائهم وأجدادهم وكل كبير في العائلة والحي والشارع وفي كل مكان ، فكيف لا يقبلون يد ملكهم قمة الهرم في المملكة الشريفة ؟؟ وهو الأب الروحي لكل المغاربة في الداخل والخارج ، ومع ذلك هناك أسباب أخرى أخلاقية ومنطقية نوردها فيما يلي :
. تواضع الملك محمد السادس وهو يجر يده دائما استحياء وخجلا معبرا على أنه راض على شعبه دونما الحاجة لتقبيل يده .
. لسنا ندري إن كان هؤلاء ضعاف النفس والقلب يرون كيف أن الملك محمد السادس قد قبّل رأس مغاربة بسطاء في غير مناسبة مما يدل على تواضعه ، وهو أمر معروف عنه ، لكن هؤلاء لا يرون إلا الحقد والضغينة .
. الحاقدون وكأنهم لم يسمعوا قوله تعالى : ( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) . سبحانه أراد للمغرب ملكاً ولم يرد ذلك للجزائر ، ولا مجال للمقارنة بين هِمَّة ملِك ومادون غيره .
. لا يوجد في الدستور المغربي ما يجبر المغاربة على تقبيل يد ملكهم ، ولو كان ذلك هدفاً عند الملك لكان مكتوبا ومسطرا في الدستور .
. ملك المغرب منشغل ببناء المغرب / والدفع به في مصاف الدول المتقدمة ، وبشهادة العالم هناك انبهار غير مسبوق مما وصل إليه المغرب في جل المجالات ، ولهذه الأسباب وغيرها لا يهتم محمد السادس بمثل هذه النقاشات السخيفة من تقبيل اليد من عدمه ، فهو جلالته ينظر إلى العلى ويطلبها ، وله طموح لا نظير له ، ويكفي أن ندعو من يرى ومن لا يرى ليعلم كيف تحول المغرب في عقديْن من الزمن إلى بلد متنوع الخدمات والأهداف ، متفرد العطاء والجمال والمتانة .
أخيرا نشير إلى أن مفهوم “ الأنفة “ لا يمكن أن نختزله في تقبيل اليد أو عدم تقبيلها ، لكن الأنفة الحقيقية هي أن لا تحكمني عصابة العسكر في الجزائر بكل أنواع الظلم ، وتشغلني بطوابير “ الحليب والسميد والزيت والسكر … “ في بلد الغاز والنفط ..
فلا بأس إذا انشغلت الجزائر بمشاكلها الداخلية ورسمت لها حدود أخلاق الدين الإسلامي في احترام جارها المغرب الذي لم يضر الجزائر عبر التاريخ ، بل أحسن إليها كثيرا والتاريخ يشهد وكل ذلك مسجل ، ولا يمكن إنكاره بأي حال من الأحوال ، بل وباعتراف المسؤولين الجزائريين الأحرار ..
دمتم بود