بقلم: يوسف زمكحل
كان أكمل الطالب بالسنة النهائية بكلية الطب جامعة القاهرة يذهب من بيته الكائن في وسط القاهرة مستقلاً أتوبيس هيئة النقل العام حتى جامعة القاهرة الكائنة في حي الجيزة الذي يصل به إلى الجامعة وينزل منه ليدخلها ويتلقى علومه .. وفي إحدى الأيام ينزل أكمل من الأتوبيس أمام إحدى العمارات المقابلة للجامعة ويلمح بعينيه فتاة جميلة تقف في شرفتها في الدور الثاني تنظر إليه وتبتسم فاعتقد أكمل أنها تبتسم إليه وقال بينه وبين نفسه أنها ربما تشبّه عليه وأكمل طريقه إلى الجامعة وفي اليوم التالي تكرر نفس المشهد .. أكمل ينزل من الأتوبيس ليجد الفتاة الجميلة في شرفتها تنظر إليه وتبتسم وبدأ قلب أكمل يدق ويسأل نفسه هل هذه الفتاة تبتسم إليه هو وأمتد هذا المشهد لشهور لم يقابلها أو يتكلم معها مكتفياً بابتسامتها الساحرة التي تخلق له ]دنيا جميلة وباتت هذه الفتاة تعيش في خيال أكمل حين يأكل وحين يذاكر وحتى وهو في مدرج الجامعة يشرد بخياله أحياناً بل وذاد الأمر حتى وصل إلى أن والدة أكمل لاحظت عليه أنه يجلس مع الأسرة ولا يتكلم بل هائماً في دنيا ثانية الأمر الذي جعل أمه تنادي عليه : أكمل أكمل فيرد عليها أكمل بعد فترة نعم يا ماما فتسأله فيما يفكر لا شيء يا ماما الأمتحانات أقتربت والواحد يريد أن ينتهي منها على خير فردت أمه إن شاء الله أنت طول عمرك متفوق وإن شاء الله حتنجح فرد عليها إن شاء الله يا ماما يسمع منك أيوه أدعي لي يا أمي أنا محتاج دعاكِ هذه الأيام . وبعد الأمتحانات ذهب أكمل ليرى النتيجة وأستقل الأتوبيس لينزل منه أمام بيت محبوبته ولكنها لم تكن كالعادة في شرفتها فحزن ولم تمض ثوان قليلة إلا ورأى الفتاة تخرج إلى الشرفة وكأنها استشعرت وجوده مرتدية فستاناً وردياً أضاف إلى جمالها جمالا راسمة على شفتيها أبتسامتها الساحرة فأبتسم هو أيضاً وأستبشر أكمل خيراً وذهب إلى الجامعة ليجد نفسه من الأوائل وأنه حصل على تقدير أمتياز مما يؤهله أن يعين معيداً بالجامعة .
وبعد أن عين أكمل معيداً قرر أن يتزوج من فتاته صاحبة الأبتسامة رغم أنه لم يرَها إلا في الشرفة ولم يتكلم إليها مطلقاً ولكنه لابد أن يستفسر عنها قبل أن يذهب إلى أسرتها طالباً يدها فأستطاع أن يصل إلى حارس العمارة النوبي ويسأله الأستاذ اللي ساكن في الدور التاني اللي بيطل على الشارع أسمه إيه لو سمحت ؟ فرد عليه عم عبده الحارس وهو أسمر البشرة من بلاد النوبة قصد سيادتك الأستاذ على فقاطعه أكمل مش ده اللي عنده أنسة جميلة فقاطعه البواب عم عبده قائلاً ايوه يا سعادة البيه جميلة وهي جميلة اسم على مسمى يبعث لها أبن الحلال دي حتة سكرة وأنصرف أكمل بعد هذا الحديث ولكن لم يعرف المفاجأة التي في أنتظاره والتي لم يذكرها له عم عبده .!
ذهب أكمل وحده إلى منزل جميلة فتاته بعد أن حدد ميعاداً مع والدها لزيارته وطلب يدها على أن يأتي بأسرته بعد موافقة والدها وبعد أن طرق على الباب فتحت له الخادمة وعرفها بنفسه وأدخلته إلى حجرة الضيوف حتى يأتي والد جميلة وفجأة دخل والد جميلة الغرفة قائلا ً أهلا يا دكتور فرد أكمل التحية وبعد دقائق من الصمت قال أكمل أنا جاي النهاردة طالب أيد أنسة جميلة فأستغرب الأب وقال أيوه بس أنت عارف ظروفها؟ فرد أكمل على حد علمى أنها مش مرتبطة فسارعه والدها قائلاً مش قصدي أنا سوف أناديها وبدأ ينادي يا جميلة يا جميلة وفجأة دخلت جميلة قائلة نعم يا بابا بأبتسامتها الساحرة تسبقها لكي تقول مساء الخير فأكتشف أكمل على الفور أن جميلة لا ترى فهي كفيفة فكانت المفاجأة فرد أكمل مساء النور فقال له والدها هي دي بنتي جميلة فسألها أكمل على الفور هل توافقي انك تتجوزيني .. أبتسامتك الجميلة هي دليل على قلبك الجميل اللي أنا محتاج إليه ووافقت جميلة. وتم الزواج .