أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرش أن الكثير من المدنيين داخل وخارج سوريا بحاجة الى مستويات عالية من الدعم في الغذاء والمأوى.
وقال جوتيرش – في كلمة عبر الفيديو كونفرانس، خلال مؤتمر المانحين حول سوريا عقده الاتحاد الأوروبي في بروكسل اليوم الإثنين – إن سوريا واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية في العالم، وتمويل الاستجابة الانسانية هناك لا يزال عاجزا.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة المجتمع الدولي للتحرك بشكل ملح وتقديم الدعم الإنساني لسوريا .
وأكد جوتيرش أن الأمم المتحدة ملتزمة بدعم سوريا حتى يتحقق الوفاق والعدالة والإزدهار، وقال ” لنعمل معا لمساعدة الشعب السوري ” .
ومن جانبه، أكد وزير خارجية سوريا أسعد الشيباني أن بلاده واستقرارها يتعرضان لتهديد مستمر من قبل جهات خارجة عن القانون، إضافة إلى انتهاك إسرائيل لاتفاقية 1974 وتوغلها في الاراضي السورية مستغلين المرحلة الانتقالية الجديدة.
وقال الشيباني – في كلمته خلال مؤتمر المانحين حول سوريا في بروكسل – إن سوريا دولة واحدة موحدة ولن يتسامح السوريون مع أي محاولة للمساس بسيادة البلاد أو تقسيمها أو فرض مناطق نفوذ على حساب وحدة سوريا.
وشدد على أن سوريا تعمل على مكافحة الارهاب بكافة أشكاله وضمان عدم استخدام الاراضي السورية الموحدة في خلق فوضى عابرة للحدود أو تهديد لدول الجوار أو العالم .
وأكد وزير الخارجية السوري، العزم على إعادة الامن والاستقرار في سوريا وتمكين السلم الاهلي والعدالة الانتقالية .
ومن جانبها، أكدت مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس خلال مؤتمر المانحين، على التزام الاتحاد الأوروبي بتقديم أكثر من 720 مليون يورو لدعم سوريا خلال عام 2025، في خطوة تهدف إلى تعزيز جهود الإغاثة الإنسانية وتقديم المساعدة للشعب السوري، فضلا عن تخصيص 750 مليون يورو لدعم اللاجئين السوريين والدول المضيفة لهم، مشيرة إلى أن هذا التزام قوي يعكس الدعم المستمر من الاتحاد الأوروبي في مواجهة التحديات الإنسانية والأمنية في المنطقة.
وأوضحت كالاس أن المؤتمر يمثل رسالة دعم قوية لسوريا، مرحبة بالخطوات التي اتخذتها الحكومة الانتقالية السورية خلال الأشهر الثلاثة الماضية.. وقالت: “أمامكم فرصة تاريخية لمعالجة التهديدات الأمنية، بما في ذلك الأسلحة الكيماوية وتنظيم داعش، ونحن ملتزمون بدعمكم في ذلك “.
كما أكدت كالاس على ضرورة التعامل بشكل سريع وحاسم مع موجة العنف الأخيرة التي اجتاحت سوريا، مشيرة إلى أنها أظهرت هشاشة الوضع في البلاد، وأدانت الهجمات التي استهدفت المدنيين.
وأكدت أيضًا على أهمية تضمين المجتمع المدني في عملية الانتقال السياسي في سوريا، قائلة: “الاتحاد الأوروبي هو مناصر قوي للمجتمع المدني، ويجب أن يكون له دور في العملية الانتقالية لضمان نجاحها.”
وبدوره، قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن مؤتمر بروكسل يعكس التزامًا أوروبيًا ثابتًا في دعم الشعب السوري، مؤكدًا أن الأردن وقف دائمًا بجانب السوريين في أوقات المخاطر.
وأضاف الصفدي أن الحل يكمن في تهيئة الظروف المناسبة لعودة اللاجئين السوريين، مع التركيز على برامج الانتعاش المبكر مثل توفير المساكن والمدارس والمستشفيات، مشيرا إلى أن السوريين بدأوا في بناء مستقبلهم بعد سنوات من المعاناة.
وأكد الصفدي أن الأعمال الإسرائيلية في سوريا غير قانونية وتهدد الاستقرار، مطالبًا إسرائيل بالانسحاب من الأراضي السورية المحتلة، مشيرا إلى أن الشعب السوري يستحق العيش بحرية وسلام.
وأشاد الصفدي بدور الأردن في استضافة 3ر1 مليون لاجئ سوري، مؤكدًا أن دعم المجتمع الدولي كان ضروريًا لتلبية احتياجاتهم، داعيا إلى رفع العقوبات عن سوريا والتركيز على دعم القطاعات الأساسية مثل الصحة والكهرباء والإسكان.
المصدر: أ ش أ