دعا الأمين العام للأمم المتحدة، “أنطونيو جوتيريش” المجتمعين بمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP28) في دبي، على التوصل إلى اتفاق بشأن التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، مخاطبا المفاوضين بالقول إن الآن هو الوقت المناسب لأقصى قدر من الطموح والمرونة.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، وجه الأمين العام للأمم المتحدة رسالة واضحة إلى المفاوضين الحكوميين قائلا: “يجب أن نختتم المؤتمر بنتيجة طموحة تظهر عملا حاسما وخطة موثوقة للحفاظ على هدف 1.5 درجة مئوية على قيد الحياة، وحماية أولئك الموجودين على الخطوط الأمامية لأزمة المناخ”.
وأشار الأمين العام بذلك إلى هدف الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض كيلا يزيد عن 1.5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية. وتشارك الوفود في مفاوضات مكثفة للتوصل إلى اتفاق بشأن بنود جدول الأعمال الرئيسية بما فيها مستقبل استخدام الوقود الأحفوري، وزيادة الطاقة المتجددة، وبناء القدرة على الصمود أمام تغير المناخ، وضمان الدعم المالي للبلدان الضعيفة.
ونبه أمين عام الأمم المتحدة إلى سباق البشرية مع الزمن حيث إن كوكبنا على بعد “دقائق من منتصف الليل” للحد الأقصى المسموح به وهو 1.5 درجة مئوية، في إشارة إلى أحد الأهداف الأساسية للاحتباس الحراري الذي حدده اتفاق باريس لعام 2015. وأضاف الأمين العام أن “الساعة ما زالت تدق”.
وحث “جوتيريش” الدول على المضي قدما في التفاوض بحسن نية والارتقاء إلى مستوى التحدي، محذرا أيضا من أن أي “تسوية من أجل الحلول” يجب ألا تأتي على حساب “التنازل عن العلم أو الحاجة إلى إيجاد أكثر الحلول طموحا”. وشدد على أنه في “عالم متشرذم ومنقسم، يمكن لمؤتمر المناخ أن يظهر أن التعددية تظل أفضل أمل لنا لمواجهة التحديات العالمية”.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة البلدان إلى تكثيف جهودها لضمان أقصى قدر من الطموح على جبهتين، وهما الطموح بشأن الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، وتحقيق العدالة المناخية.
بدوره قال الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ،” سيمون ستيل” إن المفاوضات بشأن وثيقة ختامية تحظى بفرصة لبدء فصل جديد يخدم الناس والكوكب. وأكد على أهمية التمويل باعتباره “الركيزة الأساسية لتوسيع نطاق العمل المناخي على جميع الجبهات”.
وأكد “ستيل” أن المفاوضات في دبي تلخصت الآن في مسألتين وهما: “مدى طموحنا” بشأن التخفيف من آثار التغير المناخي،”وهل نحن على استعداد لدعم هذا التحول بوسائل الدعم المناسبة لتحقيقه؟”
وشدد المسؤول الأممي على أن أعلى مستويات الطموح ممكنة في كلا المسألتين، محذرا من أنه “إذا قللنا من أحدهما، فإننا نقلل من قدرتنا في تحقيق أي منهما”.
وأضاف أنه من أجل التوصل إلى اتفاق ذي مغزى، يجب إزالة “العوائق التكتيكية غير الضرورية” العديدة التي شوهدت على مدار رحلة المؤتمر، داعيا إلى ضرورة رفض “التدريجية”.
وذكّر المفاوضين بأن العالم يراقب، وأنه “ليس هناك مكان للاختباء”. وقال ستيل “هناك شيء واحد مؤكد: عبارة أنا فزت – وأنت تخسر هي وصفة للفشل الجماعي. وفي نهاية المطاف، فإن أمن 8 مليار شخص على المحك”.
وبعد مؤتمر باريس التاريخي، تمثل دبي المرة الأولى التي يقوم فيها مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ بتقييم التقدم نحو تحقيق الأهداف التي تم الاتفاق عليها عام 2015. ولا يزال ما يسمى بالتقييم العالمي قيد التقييم، ويمكن أن يمهد الطريق لخطط عمل وطنية طموحة بشأن المناخ، أو للمساهمات المحددة وطنيا التي من المقرر أن تقدمها البلدان عام 2025.
المصدر: أ ش أ