شعر: فريــد زمكحـل
قالت : أتهواني؟
قلتُ: والله أهواكِ
قالت: أرجُوكَ إنساني
وإياك تعصاني
والسهل نسياني
قلتُ: كيف أنسى منَّ باتت تعيشُ في كياني
كيف أنسى منَّ بات عِطرُها دائي وإدماني
قالت والحيرة تكسوها : أأنت شهواني؟
قلتُ: كيف وأنتِ حتى من نعمة الخيالِ سلباني؟
كيف وأنتِ حتى من نعمة الأحلامِ حرماني؟
قالت: أرجوكَ إنساني
قلتُ: كيف وبين ذراعيكِ أقمتُ معبدي
وعلى شفتيكِ أعلنتُ إيماني ؟
قالت: ولكني أراكَ من الأوهامِ تُعاني
لا أُحبكَ وأكره العيشَ على أنقاض الآماني
فكفاكَ يا سيدي عذابُ .. وكفاني
قلتُ: كيف وقلبُكِ يا سيدتي قد أتاني
يسألني ويرجوني بأن أهواه .. ليهواني
فكيف بات اليوم يرفضني؟
وكيف صار اليوم يأباني؟
قالت: أنت شاعرٌ يُجيدُ تركيبَ كلمات الأغاني
قلتُ: وأنتِ جملةٌ حلوة ..
لا أدري لماذا للآنِ عن إعرابكِ يا سيدتي منعاني؟
قالت: أنتَ أديبٌ يُجيدُ توظيفَ مفردات المعاني
قلتُ: أنا لستُ بجبرانٍ في هواكِ…
ولستُ يا سيدتي بقبَّاني!
لأني سأقتلُ الحبَ…
إذا كان فيه ضياعي وهواني!
قالت: أنا لا أُحبُكَ … فلماذا تهواني!
أرفُضُكَ .. فكيف تَقبلُني وترضاني؟
قلتُ مبتسماً… لأسبابُ يا سيدتي أغلبُها إنساني!
قالت: أنتَ مغرورٌ مجنونٌ يا سيدي وأناني!
لا تفهم ولا تُريد ..
بأن كل ما عليكَ يا سيدي نسياني!
قلت: ليس قبل أن أفهم…
كيف كلُ ما فيكِ وهو يدعوني في نفس الوقت يخشاني؟
كيف وكلُ ما فيكِ عليه اسمي ورسمي وعنواني؟
قالت: أُحبُكَ وأنتَ تُحيينى وتحياني!
قلتُ: لا يكفي
قالت: أُحبُكَ وصوتك بات إدماني!
قلتُ: لا يكفي
قالت: لكَ عمري وروحي ونفسي وكياني
قلتُ : لا يكفي
لأنكِ لا تدري بأني إذا قبلّتُكِ لطعم الخمر في شفتّي لن
تنسى!
وستطلبين مني بأن أُعاود الكَرَّه يا سيدتي من تاني ..!