سناء سراج
هو يا قلبي اللي اختار يمشي لوحده المشوار حتى لو آخرة نار ..
انتظرت حنين أن يأتي هشام ومعه الشبكة الذهبية التي أهداها ايها لخطبتها وقرؤوا الفاتحة وكان في قمة سعادته أن حنين وافقت عليه حيث اعترف لها انه احبها ودق قلبه من اول مرة رآها واحس انها مختلفة وفيها شئ جميل شدو إليها بعمق ..
كانت حنين فتاة عادية وفي نفس الوقت ليست عادية بل متفردة في أشياء كثيرة أهمها وأعمقها البراءة الغريبة التي كانت تكسو ملامحها وقسمات وجهها البرئ ولكن أهم ما يميزها براءة قلبها وعمق وهدوء نفسها والسلام الداخلي الذي يحوي روحها والنقاء الذي يملأ ذاتها..
حقا كانت حنين فتاة عشرينية مختلفة عن كثير من أبناء جيلها .. اعترف لها هشام بكل هذا وتقدم لخطبتها واحضر أهله وقرؤوا الفاتحة ..
واتفقوا على يوم وذهبوا اشتروا الشبكه الذهبية وكانت جميلة لم تحلم بها حنين او به حيث، كان هشام شاب وسيم وكريم وسخي معها ..
ومرت الأيام وبعض الأسابيع وكانوا يستعدون للتحضير لحفلة الخطوبة .
ولكن جاء هشام في يوم وطلب الشبكة الذهبية لكي يشاهده اخيه الذي أتي من السفر ولم يراها.. وانه سوف يقوم بإعادتها مرة ثانية ..
ورحبت حنين وأهلها واعطوه الشبكة الذهبية
ومرت عدة أيام ولم يأتي هشام وأصبح القلق يساور حنين التي كانت تمتلك الحاسة السادسة وهي التوقع بما سيحدث ..
وذهبت حنين تتجول في شارع الضباب كما كانت تسمية شارع الذكريات الحزينة التي كم وطأت قدميها طرقاته ..
وتخيلت السيناريو القادم ورأت بعين ثاقبة ما يخبئه القدر من الطعنات وخيبات الأمل وجراح جديدة وعميقة تنتظرها وان هشام ذهب بلا عودة وغدر وخان وباع بدون اسباب وكأنها كانت في حلم وفجأة تحول لكابوس مزعج ومدمر ..
والغريب انه حدث كل ما توقعته .. وذهب والدها لأهل هشام ليطمئن عليه ويعرف سبب تأخره وذهابه بلا عودة .. وكان الرد صادم حيث أن اهلة لا يعرفون عن هذا الموضوع اي شئ ولا يعرفون اين الشبكة الذهبية .. ولم يخبرهم هشام بأي شئ ولم يجده والد حنين ليسأله .
وعاد حزين مكسور ليصدم ابنته بما حدث ..جلست حنين وتجمدت الدموع في مقلتيها وعزف لسانها عن النطق او التفوه باي رد فعل او اي كلمات .. لأنها منذ البارحة عاشت تلك الأحداث قبل حدوثها فعليا ..
مرت أيام وأسابيع .. وتمالكت حنين وذهبت لصديق هشام، احمد وتركت معه خطاب طويل يقطر دمً ودموع وخيبات كثيرة وكلمات قاسية ومعبرة عن مدى الجراح التي لن تندمل مهما مر الزمن .. وشريط كاسيت لأغنية رائعة كم احببتها وعبرت عن حكايتها الحزينة مع هشام..
هو يا قلبي اللي اختار يمشي لوحده المشوار حتى لو آخره نار هو ياقلبي اللي اختار .. يبعد بعيد بعيد عن دنيتي يمشي في طريق غير سكتي وادي قسمتي وادي قصتي .. هو يا قلبي اللي اختار ..
انها رائعة عندليب القلوب التي رحل قبل أن يغنيها ، وغناها بعده هاني شاكر باحساس جميل ..وكأن القدر يبعث برسالة لحنين عجزت مفردات اللغة أن تعبر عنها بالكلمات فأتت إليها رائعة هو ياقلب اللي اختار لتحكي حكاية ألم حكاية ندم حكاية حب ضائع .. حكاية هشام وحنين.
وكانت هذه حكاية غنوه ..
وهذا جزء من الغنوة:
غنوة هو اللي اختار ..
هو يا قلبي اللي اختار
يمشي لوحده المشوار
يبعد بعيد بعيد عن دنيتي
ويمشي بطريق .. طريق غير سكتي
وآدي قسمتي وآدي قصتي
ما لاقاله طريق ثاني متزوق بالأماني
خلاه يفكر من تاني
خلاني وحدي بنار بسأل روحي اتغير ليه
خلاني ليل ونهار أسأل روحي ده سببه إيه
قالت عينيه .. فتنت عليه
قالت هو اللي اختار يمشي لوحده المشوار
حتى لو آخره نار يمشي لوحده المشوار
مش أنا لا.. هو اللي اختار هو
رحت وجيت كثير لفيت سفرت نسيت
اتهيألي إني نسيت
ليلة غنيت وليلة بكيت وليلة حبيت
اتهيألي إني أنا حبيت
وضعت كثير ما بين الناس والمشاوير
تهت وتهت ما خوفت يا عيني