شعر: حسّان عبد الله
قالَتْ : أَتَهْوى؟ قُلْتُ : أهوى إي نَعَمْ
بَسَمَتْ وقالَتْ : مَنْ؟ فقلْتُ مَنِ ابتسَمْ
ضَحِكَتْ وقالَتْ: مَنْ ؟ فقلْتُ مُؤَكِّدًا:
مَنْ مِنْ شِفاهٍ أَخْرَجَتْ هذا النَّغَمْ
قَالَتْ : أَتَسْمَعُ نَغْمَةً ؟ فَأَجَبْتُها:
أَلْحانُ ضِحْكَتِكِ التي عُزِفَتْ بِفَمْ
قالَتْ : تُغازِلُني أَراكَ، أَجَبْتُها:
غَزَلي فِداؤُكِ بَوْحُ شاكٍ قد ظُلِمْ
قالَتْ: أَمَظْلُومٌ تُراكَ؟ أجبْتُها:
إي والذي بَدْرًا بِوَجْهِكِ قد رَسَمْ
وجَلالِ مَنْ نَثَرَ النجومَ بِمُقْلَةٍ
فيها دَجَتْ لَيلاتُ أَسْدافِ الظُّلَمْ
وَفُتورِ عَيْنِكِ والجُفونِ وَرِمْشِها
والوَرْدِ في روْضاتِ خَدِّكِ مُبْتَسِمْ
قَسَمًا بِشَهْدِ الثَّغْرِ مَعْسولِ اللمَى
وَسُلافِ ريقٍ عُتِّقَتْ منذُ القِدَمْ
قَسَمًا بِرَيْحانٍ بِنَحْرِكِ ناشِرٍ
أزْكى وَأَعْذَبَ مُسْتَفيضَاتِ النَّسَمْ
بَتَناسُقِ الخُطُواتِ ذَاتِ تَمايُلٍ
لِلْغُصْنِ رُغْمَ لُيونَةٍ لم يَنْفَصِمْ
إِي والذي سَوَّاكِ مَظْلومٌ أنا
أَوَتُنْصِفينَ مُعَذَّبًا منكمْ ظُلِمْ؟
قالَتْ وقدْ بُهِتَتْ : أنا مِنِّي أنا
فَأَجَبْتُها : قَسَمًا بِسِحْرِكِ إِي نَعَمْ.