بقلم: فـريد زمكحل
لا صوت يعلوا على صوت إسرائيل ومشيئتها هذا ملخص المشهد بكامله من البداية وحتى النهاية المقررة له، رغم تنديد البعض أمام ما يقع ويحدث ويتعرَّض له سكان غزة من الأبرياء من عملية إبادة تامة ممنهجة ومتفق عليها منذ سنوات عديدة مضت بين العديد من قادة وزعماء وحكومات دول العالم الغربية والعربية التي مازالت تُشاهد وتستنكر مثلها في ذلك مثل كل الذين يُشاهدون ويُتابعون كل ما يحدث دون القيام بأي عمل إنساني، ولا أقول عسكري للدفاع عن حق هذا الشعب المغلوب على أمره في العيش والحياة بكرامة وعزة .
والفرق بين ثقافة الموت وثقافة الحياة وحب الحياة هو في حد ذاته الفرق بين ثقافة الحرب وثقافة السلام الذي غاب عن مفهومنا البشري المحدود مع تراجع التعليم والقيم بحقن العقول بكل ما هو متطرف وضد بقاء الإنسان والإنسانية.
والخوف كل الخوف من تدخل أطراف جدد في هذا الصراع اللا إنساني بدافع الحفاظ على مصالحها في هذه البقعة الحيوية من العالم وهو الأمر الذي لا استبعده بقدر ما أحذر منه، لأنه سيقود العالم أجمع إلى ما لا تُحمد عقباه، وأعنى هنا إلى نهايته المؤسفة المحتومة.
وبين القبول بفكرة تهجير الفلسطينيين وبين عدم القبول بهذه الفكرة حتى استشهاد آخر فلسطيني تتأرجح الآراء وتتباين حول هذا الأمر وإن كانت في النهاية لا تتعارض مع الهدف الرئيسي المطلوب تحقيقه، وهو القضاء على القضية الفلسطينية والذي سيتحقق سواء رحل الشعب الفلسطيني عن أراضيه لبعض دول الجوار أو بقى ولم يرحل على أرضه حتى تتم عملية إبادته عن بكرة أبيه وسط إنشغال العالم بما يدور في السودان وليبيا وأوكرانيا وأرمينيا وأثيوبيا من حروب تعتمد في بعض سياساتها على فكرة نزوح الشعوب أو تهجيرها عن أراضيها قسرياً أو برضائهم حفاظاً على حياتهم في إطار من المصالح المتبادلة بين الكبار، حيث لا مكانة ولا مكان هناك للصغار الذين فشل الدين الواحد واللغة الواحدة في توحيدهم كما يحدث في وطننا العربي التي فشلت كل مسببات توحيده من أن توحّده، والذي توفاه الله وصدرت شهادة وفاته بإنتهاء أعمال اجتماعات القمة العربية لقادته مع نتائجه الختامية المؤسفة والتي لا تجيز عليه حتى الترّحم والدوام لله!!