بقلم : فريد زمكحل
استهل الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمته على منبر الأمم المتحدة بجملة مفيده قال فيها أقف أمامكم كواحد من أبناء مصر مهد الحضارة الإنسانية، وقام بتوجيه التحية لشعب مصر العظيم والمصريين القادمين من كل الولايات الأمريكية، الذي
صنع التاريخ مرتين خلال الأعوام القليلة الماضية، وقال بوضوح لا يقبل الشك «لقد بدأ العالم في إدراك حقيقة ما جرى في مصر وطبيعة الأوضاع التي دفعت الشعب المصري بوعيه وحضارته إلى الخروج منتفضاً ضد قوى التطرف والظلام التي ما لبث أن وصلت إلى الحكم حتى قوضت أسس العملية الديمقراطية ودولة المؤسسات، وسعت إلى فرض حالة من الاستقطاب لشق وحدة الشعب ولعل ما تشهده المنطقة حالياً من تصاعد التطرف والعنف بأسم الدين يمثل دليلاً على الأهداف الحقيقية لتلك الجماعات التي تستغل الدين وسبق أن حذرنا منه مراراً وتكراراً.»
واختتم خطابه بأنه على يقين من قدرة المصريين على العطاء وهو الميراث الذي خلفه اجدادنا وهو معيننا الذي لا ينضب بإذن الله .. وختم بتحيا مصر .. وتحيا الشعوب المحبة للسلام ولمبادئ الانسانية وقيم التسامح والتعايش المشترك.
هذا بخلاف ما تضمنته كلمة الرئيس التي جاءت متوازنة إلى أبعد حدود التوازن عاقلة إلى أبعد حدود التعقل من نقاط كانت مثار إعجاب وتقدير الغالبية الغالبة من الحضور.
تكلم الرئيس على أساس أنه واحد من أبناء مصر لا ينتمي سوى لمصر ومصالح الوطن والمواطن المصري الذي قام بتوجيه التحية له من خلال التحية التي وجهها الرئيس للشعب المصري، وهي رسالة اخرى على أن مصر الجديدة دولة ديمقراطية يحترم فيها الرئيس رأي المواطن ويحافظ فيها الرئيس على مصالح الوطن والمواطن وهو ما يعني أن تجربة «عمالة محمد مرسي ورفاقه لن تتكرر» وبأن مصر ليست للبيع ولا رئيسها الوطني بالطبع لأية جهة أو قوى كانت مهما بلغت من قوة. وكان حديثه عن سورية الشقيقة والبلاد العربية المجاورة أكثر من متوازن وأكثر من واضح ويؤكد إذ يؤكد على رفض مصر للتدخل العسكري ضد أي دولة عربية إلا بناءًا على طلبها لمساعدتها في القضاء على جماعات التطرف والإرهاب.
وأشار الرئيس إلى ضرورة احترام سيادة الدول وسيادة ووحدة أراضيها وعلى ضرورة الحفاظ عليها بعيداً عن فكرة التقسيم البغيض الذي لا يتحقق سوى بالفتن والمؤامرات.
هذا كل بل أهم ما قاله الرئيس واستوقفني طويلاً لأنه يعني وببساطة بأن مصر وشعوب العالم المحبة للسلام ولمبادئ الإنسانية وقيم التسامح والتعايش المشترك لن تسمح بما يحدث وستتصدى له بكل السبل المشروعة.
وقد أثبت الرئيس للعالم بأن مصر دولة محورية مهمة قادرة على احداث العديد من التغييرات المحلية والاقليمية والدولية لما لها من تأثير ومكانة وحضارة. وذلك كله قبل أن يلتقي الرئيس أوباما لعله يفهم مغزى الرسالة!
حفظ الله مصر وشعب مصر ورئيسها المصري حتى النخاع عبد الفتاح السيسي، وتحيا مصر!
رئيس التحرير