بقلم: خالد بنيصغي
في موسم رياضي مغربي طويل وشاق 2020-2021 حقق المغرب نجاحات استثنائية في ظروف فيروس “ كورونا “ ، ويمكن تمييز هذا الموسم الرياضي بالملاحظات التالية :
. فوز المنتخب المغربي للمحليين بكأس الأمم الإفريقية للاعبين المحليين التي أقيمت بالكامرون للمرة الثانية على التوالي ، ليتقاسم الريادة الإفريقية مع منتخب جمهورية الكونغو .
. فوز البطل المغربي سفيان البقالي بالميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية التي أقيمت في اليابان ، والتي مكنت المغرب من احتلال الرتبة 63 عالميا ، بالرغم من إخفاقات الأنواع الرياضية الأخرى التي اعتاد فيها الأبطال المغاربة إهداء المغرب ميداليات ذهبية وفضية كالملاكمة مثلا ..
. فوز الرجاء البيضاوي المغربي بكأس الكنفدرالية الإفريقية ، ثم كأس الأبطال العرب “ محمد السادس “ وهما لقبان في غاية الأهمية لفريق عالمي استطاع أن يكرس تفوقه المستمر على الساحة الإفريقية والعربية برغم ظروفه المادية الاستثنائية، في انتظار الأماني المغربية بالظفر بكأس السوبر الإفريقية التي ستجمعه بالبطل الإفريقي الكبير الأهلي المصري ، والتي ستقام شهر شتنبر المقبل بقطر .
. وصول الوداد البيضاوي المغربي لنصف نهاية عصبة الأبطال الإفريقية ، حيث انهزم أمام كايزر شيفس من جنوب إفريقيا ، وما كان لينهزم في الحقيقة ، لولا البرمجة الصارمة التي وضعها الاتحاد المغربي بإجراء مباريات البطولة المغربية وسط الأسبوع بالرغم من المشاركة الإفريقية ، فيما كان من الأفضل أن تُؤَجَّلَ مباريات هذه الفرق في هذا الظرف الذي وصلت فيه إلى الأدوار النهائية ، وكان على الجامعة أن تساعدها مساعدة تامة وغير مشروطة لأنها تلعب من أجل راية المغرب ، لكن وللأسف اختارت جامعة كرة القدم الصرامة الزائدة عن المألوف ، وكلما احتج المدربون أو طالبوا بالتأجيل كانت الجامعة تقترح عليهم بل وتجبرهم على اللجوء إلى مبدأ التدوير والتناوب في المباريات بين اللاعبين بحجة أن كل فريق يتوفر على أزيد من عشرين لاعبا ؟؟ وهو المبدأ الذي – في نظرنا – لا يخضع لأي منطق مقبول ، لأن الجامعة تناست أن الأمر يتعلق بفرض لاعبين على المدرب وهو لا يرى أنه سينجح بهم في مبارياته ، وأن له الحق في أن يختار الأسماء التي يرتاح لها ويرى أنها هي القادرة على تحقيق الانتصارات ، وهذا ما حدث مع المدرب التونسي الكفء “ البنزرتي “ الذي وللأسف تعرض لهجوم غير مبرر من الصحافة المغربية بسبب مطالبته تأجيل لقاءات الوداد البيضاوي حتى يكون في أتم الاستعداد في عصبة الأبطال ( خاصة دور نصف النهاية ) إلا أن طلبه رفض بل وتعرض لهجوم عنيف حتى من الصحافة الوطنية التي تناست أنها تفرض على المدرب مبدأ التدوير الذي لا يؤمن هو به ، وهذا من حقه ، ومن حق أي مدرب أن يرتاح إلى التشكيلة التي يراها مناسبة ، ولا حق لأي شخص آخر أن يفرض عليه مبدأ التدوير أو اختيار اللاعبين ، أما إذا كان من حق الصحافة والجمهور المغربي محاسبة هذا المدرب الكبير فإننا نقول لهم إنه – وللأمانة – كان ناجحا في كل الجبهات التي ينافس عليها دون مبدأ التدوير خلال فترة هذا الهجوم الصحافي الغريب ، ( متأهل إلى نصف نهاية عصبة الأبطال الإفريقية – متصدر البطولة المغربية – متأهل إلى نصف نهاية كأس العرش المغربي ) لذلك فإننا لا نملك إلا أن نرفع القبعة للمدرب التونسي “ البنزرتي“ وكذلك اللاعبين والإدارة وكل مكونات الفريق البيضاوي ، بل الفريقين البيضاويين الوداد والرجاء لأنهما بالفعل يثلجون صدورنا بالعروض والنتائج المبهرة ، كما نرى أنه من واجبنا أن نبدي إعجابنا الكبير بما يقوم به الاتحاد المغربي لكرة القدم من مجهودات كبيرة من أجل الريادة الإفريقية والعربية التي أصبحت للكرة المغربية ، لكننا فقط نقول بقلب صادق إن الجامعة أخطأت عن غير قصد في مساعدة الفرق المغربية المشاركة في الاستحقاقات الخارجية ، كما أخطأت الصحافة المغربية عن غير قصد في هجومها على مدرب مغاربي كبير له تاريخ مودة ونتائج طيبة مع الكرة المغربية .. وفي انتظار تحقيق نجاحات مقبلة إن شاء الله تعالى في إقصائيات كأس العالم “ قطر 2022 “ وكأس أمم إفريقيا “ الكامرون 2022 “ وكأس العرب للأمم “ قطر 2021 “ نرجو من الله عز وجل أن يكون النجاح حليفنا وأن نستفيد من أخطاء الماضي ونصل إلى ما نصبو إليه .. ودمتم بود