طرق تقرير مفصّل نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية إلى تراجع في أداء جو بايدن في الاجتماعات الخاصة، وذلك استناداً إلى مقابلات أجريت مع 45 شخصاً اجتمعوا مع الرئيس الأميركي الحالي.
وعندما التقى بايدن بقادة الكونغرس في الجناح الغربي من البيت الأبيض في يناير الماضي للتفاوض على صفقة تمويل لأوكرانيا، تحدث بهدوء شديد في بعض الأحيان لدرجة أن بعض المشاركين وجدوا صعوبة في سماعه، وفقاً لما نقلته “وول ستريت جورنال” عن خمسة أشخاص مطلعين على الاجتماع.
وكان يقرأ من ملاحظات كان قد دونها “ليوضح نقاطاً واضحة”، كما كان يتوقف لفترات طويلة، وأحياناً يغمض عينيه لفترة طويلة.
وفي محادثة فردية في فبراير الماضي في المكتب البيضاوي مع رئيس مجلس النواب مايك جونسون، قال بايدن إن التغيير الأخير في السياسة من قبل إدارته والذي يعرض بعض مشاريع الطاقة الكبرى للخطر كان مجرد دراسة، وفقاً لما نقلته “وول ستريت جورنال” عن ستة أشخاص تم اطلاعهم في ذلك الوقت عما حدث. وقد أعرب جونسون عن قلقه من أن ذاكرة الرئيس قد تراجعت بشأن تفاصيل سياسته الخاصة.
وفي العام الماضي، عندما كان بايدن يتفاوض مع الجمهوريين في مجلس النواب لرفع سقف الديون، بدا أن سلوكه وتحكمه في التفاصيل يتغير من يوم إلى آخر، وفقاً لرئيس مجلس النواب آنذاك كيفن مكارثي واثنين آخرين مطلعين على المحادثات. وفي بعض الأيام، كان يجري محادثات فضفاضة وعفوية مع الجمهوريين، وفي أيام أخرى كان يتمتم ويبدو أنه يعتمد على الملاحظات المدونة، وفقاً لصحيفة “وول ستريت جورنال”.
وعن هذا الأمر قال مكارثي: “كنت ألتقي به عندما كان نائباً للرئيس.. إنه ليس نفس الشخص”.
ويُعتبر بايدن البالغ من العمر 81 عاماً أكبر شخص يتولى الرئاسة الأميركية سناً. وقد أصبح عمره وقدرته المعرفية من القضايا الرئيسية في حملته لولاية ثانية، سواء في أذهان الناخبين أو في الهجمات عليه من قبل الجمهوريين.
وقال البيت الأبيض وكبار مساعديه إنه لا يزال زعيماً قوياً. ومع ذلك، فإن بعض الذين عملوا معه، بما في ذلك الديمقراطيون وبعض الذين عرفوه عندما كان نائباً لباراك أوباما، وصفوا بايدن بأنه يبدو أبطأ الآن، مضيفين أنه “شخص لديه لحظات جيدة وأخرى سيئة”.
وخلال معظم حياته المهنية، تمتع بايدن بسمعة طيبة في الكابيتول لكونه مفاوضاً بارعاً في الصفقات التشريعية، ومعروفاً بمعرفته التفصيلية بالقضايا ورؤيته حول دوافع الطرف الآخر واحتياجاته وبقدرته على تحقيق ما يريد عندما كان الضغط مستمراً. لكن خلال العام الماضي، مع سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب، تضاءلت هذه السمعة.
ونفى مسؤولو البيت الأبيض العديد من روايات أولئك الذين التقوا بالرئيس أو تم إطلاعهم على تلك الاجتماعات، واعتبروها مدفوعة بالسياسات الحزبية، لكن صحيفة “وول ستريت جورنال” ردت بالقول إن قصتها تستند إلى مقابلات مع أكثر من 45 شخصاً على مدى عدة أشهر.
وأجريت المقابلات مع جمهوريين وديمقراطيين شاركوا في الاجتماعات مع بايدن، بما في ذلك مسؤولو الإدارة وغيرهم من الديمقراطيين الذين لم يجدوا أي خطأ في تعامل الرئيس مع الاجتماعات. ومعظم من قالوا إن أداء بايدن ضعيف كانوا من الجمهوريين، لكن بعض الديمقراطيين قالوا إنه أظهر ضعفاً في العديد من الاجتماعات.
وفي 20 مايو، وخلال حدث في حديقة الورود يحتفل بشهر التراث اليهودي الأميركي، قال بايدن إن أحد الأسرى الأميركيين المحتجزين في غزة كان ضيفاً في حدث البيت الأبيض، قبل تصحيح هذه المعلومة. وقبل يوم واحد، في حدث انتخابي في ديترويت، أشار إلى أنه كان نائب الرئيس خلال وباء كورونا، الذي بدأ بعد ثلاث سنوات من مغادرته ذلك المنصب.
وفي يناير، خلط بايدن بين اثنين من أمناء حكومته من أصل إسباني، أليخاندرو مايوركاس وكزافييه بيسيرا. وخلال حملة لجمع التبرعات في فبراير في نيويورك، روى أنه تحدث في اجتماع مجموعة السبع لعام 2021 إلى المستشار الألماني هيلموت كول الذي توفي عام 2017. وفي نفس الشهر، في حملة مختلفة لجمع التبرعات، قال إنه خلال قمة مجموعة السبع لعام 2021 تحدث إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران، الذي توفي عام 1996.
من جانبه، خلط ترامب بين نيكي هالي، خصمه حينها لنيل ترشيح الحزب الجمهوري، ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، خلال خطاب في يناير الماضي. وفي تجمع حاشد في ولاية فرجينيا في مارس، أشار بايدن باسم باراك أوباما عند التعليق على رأي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في القيادة الأميركية. وخلال محاكمته الجنائية في نيويورك في مايو، أغمض عينيه لفترات طويلة، وفقاً للتقرير.
وفي استطلاع أجرته صحيفة “وول ستريت جورنال” في مارس للناخبين في سبع ولايات متأرجحة، قال 28% فقط إن بايدن كان أكثر ملاءمة جسدياً وعقلياً للرئاسة، في حين اختار 48% ترامب.