بقلم: الدكتور غازي الفنوش
حالة مرضية واسعة الإنتشار تصيب أوردة الساقين، يحصل بها تورم وانتفاخ أوردة الساقين نتيجة تراكم الدم داخل الأوردة فتظهر على جلد الساقين والقدمين كخطوط متعرجة أو شبكات عنكبوتية الشكل بألوان زرقاء وبنفسجية، تشوه جمال الساقين وقد تسبب احيانا تورم وألم في القدم والساقين .
أسباب دوالي الساقين :
تنتج الإصابة بالدوالي بسبب ضعف جدران أوردة الساق، وخلل في عمل الصمامات الموجودة بداخلها،فمن المعروف أن القلب يضخ الدم إلى كافة أنحاء الجسم حاملا الغذاء والاكسجين عبر الشرايين ذات الجدران السميكة والمرنة، ومن ثم يعود الدم إلى القلب بواسطة الأوردة يحمل ثاني أكسيد الكربون والفضلات لتطرح من خلال الرئة والكليتين، ويكون اتجاه جريان الدم من الساقين في الأسفل إلى القلب في الأعلى، ونظرا لأن ذلك يكون عكس إتجاه الجاذبية الأرضية، لذا فإن جريان الدم يحتاج إلى قوة ضاغطة تدفعه إلى القلب، وهذا ما توفره عضلات الساق الخلفية حيث تضغط على اوردة الساق وتدفع الدم نحو القلب، هذا بالإضافة إلى أن تلك الأوردة مزودة بصمامات في داخلها كي تحافظ على جريان الدم باتجاه واحد، وفي حالة حدوث خلل في عمل تلك الصمامات يحصل ركودة وتجمع للدم في اوردة الساقين فيزداد الضغط على جدران الأوردة فتتوسع وتنتفخ ويتسرب الدم منها إلى انسجة الساقين وتظهر الألوان الزرقاء والبنفسجية على الجلد، ومن أهم العوامل التي تؤدي الى دوالي الساقين
- التقدم في العمر :
تفقد الأوردة مرونتها مع التقدّم في العمر، مما يسبب ضعف الصمامات، وبالتالي السماح للدم بالعودة إلى الوراء بدلاً من التدفق باتجاه القلب. - الحمل :
تتعرّض النساء للإصابة بدوالي الساقين أثناء الحمل، وذلك لأنّ الحمل يزيد من حجم الدم في الجسم، وزيادة الضغط الواقع على الأوعية الدموية في منطقة الحوض نتيجة لنمو الجنين داخل الرحم، بالإضافة إلى أنّ تغير مستوى الهرمونات أثناء الحمل يسبب ارتخاء جدران الأوعية الدموية، مما يزيد من إمكانية الإصابة بدوالي الساقين . - الجنس :
النساء أكثر عرضة للإصابة بدوالي الساقين، بسبب التغيّرات الهرمونية التي تحدث بعد سن اليأس، حيث تسبب هذه التغيرات ارتخاء جدران الأوردة الدموية، كما أنّ تناول العلاج البديل للهرمونات أو حبوب تنظيم الحمل قد يزيد من خطر الإصابة بدوالي الساقي - السمنة :
يسبب الوزن الزائد ضغطاً إضافياً على الأوردة. - الوقوف لمدّة طويلة:
يؤدي الوقوف لمدة طويلة إلى منع تدفق الدّم . - الوراثة :
يزداد خطر الإصابة بدوالي الساقين في حال إصابة أحد أفراد العائلة بها .
أعراض دوالي الساقين :
يعتبر انتفاخ الوريد أحد أهم الإشارات التي تدل على وجود دوالي بالساقين وخصوصاً ظهور الوريد باللون الأزرق،
ويصاحب دوالي الساقين الإحساس بثقل في القدمين لاسيما بعد الوقوف لفترة طويلة، وتورم الكاحلين وتغير لون جلد المنطقة المصابة إلى اللون البني، والشعور بتقلصات في الساقين، وقد يظهر احمرار وجفاف في الجلد المحيط بالمنطقة المصابة وهو ما يؤدي إلى حكة والتهاب وتقشر بالجلد
علاج دوالي الساقين :
الحالات البسيطة يستطيع المصاب القيام بالعناية والإجراءات الذاتية التي تخفف من ألم دوالي الساقين، كما تمنع من تفاقم الحالة، وتتضمن :
ممارسة التمارين الرياضية، وتخفيف الوزن، وتجنّب ارتداء الملابس الضيقة، وعدم الوقوف لمدةّ طويلة، وارتداء الجوارب الضاغطة، إذْ تساعد هذه الجوارب عضلات الساقين على دفع الدّم للأعلى من خلال تطبيق الضغط تدريجياً، وينصح بارتدائها طوال اليوم، مع رفع الساقين لمدّة 10-15 دقيقة عدّة مرات في اليوم، وتناول الأدوية المضادّة للالتهاب.
في حال عدم استجابة المريض لهذه الإجراءات، قد ينصح الطبيب إحدى الخيارات العلاجية الآتية: - المعالجة بالتصليب إذ يتمّ فيها حقن محلول داخل دوالي الساقين الصغيرة أو متوسطة الحجم، تؤدي إلى إغلاق هذه الأوردة .
- العلاج بالليزر تُستخدم هذه التقنية في علاج دوالي الساقين الصغيرة والأوردة العنكبوتية، إذ يتمّ فيها توجيه الضوء على شكل دفعات باتجاه الوريد، مسبباً اختفاء الوعاء الدموي بشكلٍ بطيء .
- القسطرة باستخدام ترددات موجات الراديو أو الليزر، ويفضل استخدام هذه التقنية للدوالي الكبيرة، حيث يتمّ فيها إدخال القسطرة في الوريد وتعريضه للحرارة عن طريق الليزر أو موجات الراديو، إذ تسبب الحرارة إغلاق الوريد .
- ربط الوريد ونزعه ويتمّ في هذا الإجراء ربط الوريد قبل ارتباطه بالأوردة العميقة في الساق، ومن ثمّ نزعه من خلال شقوق صغيرة .
- جراحة الوريد بالمنظار في حال تطور المرض، وتعرّض الساق للتقرحات، حيث يتمّ إدخال كاميرا الفيديو إلى الساق لتصوير دوالي الأوردة،وإغلاقها، ومن ثمّ يتمّ إزالة هذه الأوردة من خلال فتحات صغيرة في الجلد .