فريــد زمكحـل
لم أعد أعرفُ كيف أو من أين أبدءُ كتابة قصيدتي الجديدة إليكِ يا سيدتي ؟
خاصة وهي تحملُ نفس المشاعر، وتتعاطى مع نفس الظروف، ولاتتعامل سوى مع نفس الحروف التي أصبحت عاجزةَ عن ترجمةِ كلَ ما يدور في خاطري عنكِ كما أريدُ، وأرغبُ، وأتمنَّّى، وأنتظر وهو ما لا أُسامح نفسي عليه وذَنبي الوحيد الذي لا يُغتفر
ومع ذلك ورغم كل ذلك مازلتُ أتمسّكُ بالقلمِ من أجلكِ وأستعطف الحروفَ من أجلكِ لكي أظل أكتب لكِ وأكتب حتى يجفُّ المِدادُ من القلمِ، وتجفُّ الدماءُ من العروقِ، ويُخاصِمُني الخيالُ، وتُقاطعُني الصور
ووحدُكِ أنتِ المِدادُ والدِماءُ، ووحدُكِ أنتِ الخيالُ والجمالُ بكلِ ما فيه من صورٍ رشيقةٍ، رقيقةٍ ، جميلة، تَسَعُني وتحتويني بقدرِ ما أسعها وأحتويها بجنونٍ ما بعدهُ جنون يا سيدتي! وكيف لا؟
وأنتِ لجملتي الفعلُ والفَاعل.. المبتدأُ والخبر
وأنتِ لعمري الهدوء والراحة.. الشجنُ والسهر
فاعذريني إن أخطأتُ يوماً في هواكِ والخطأُ من صفاتِ البشر
وإن أخفقتُ يوماً في فهمي للطبيعةِ يا حبيبتي و لألوانِ الشجر
واعتقدتُ غروراً بأني سيدُ الكون في سماكِ وربُ القدر
رسول المحبّة والهيام ونبيُ العشقُ المنتظر
واعذريني إن تصورتُ يوماً بأني قادرٌ بحروفي على شرحِ المختصر
بأني قادرٌ بحروفي على رفعِ انقاض الأسى عنكِ حتى آخر حجر
أعذريني وأنت ذَنبي الوحيد الذي به أُقرُّ وأعترفُ وأفتخر
وأسأل الله دوماً بأن يُبقيه في عمري الذَنب الوحيد الذي لا يُغتفر