بقلم: نعمة الله رياض
هذه قصة حقيقية ما زالت أحداثها تجري إلي اليوم في ولاية كاليفورنيا الأمريكية وبطلها المليونير براين جونسون الذي قرر أن يكون متطوعا في حقل تجارب بهدف إطالة العمر البيولوجي باكبر قدر ممكن مع الإحتفاظ بشباب دائم بلا شيخوخة.. ويأمل أن يسخر موهبته وقدرته المالية على بلوغ هدف لا يتخيله أو يتصوره أحد .. تبدأ القصة عندما بلغ براين الخامسة والأربعين من عمره وكان متزوجاً وعنده ثلاثة أولاد، بعد تخرجه من الجامعة ، عمل في محل للفطائر لفترة قصيرة ولم يستطع سداد تكاليف معيشته ، لكنه كان من نوع الأشخاص الذين لا يرضون بوظيفة يربح منها الفتات بالقياس لدخل الجهة التي يعمل بها ، ومن ثمة اشتري واستحوذ على شركة ( فنمو) التي تعمل في بطاقات الإئتمان وأصبحت من أهم الشركات التي تحقق أرباحاً سنوية .. شعر براين جونسون بأن قدراته العقلية والجسدية تتدهور بمرور أيام عمره ، فإنكب على دراسة أبحاث محاربة الشيخوخة والتي إن طبقها المرء يعيش حياة أطول ويتمتع بصحة جيدة ومناعة مرتفعة ، وكان الحل هو مشروع (بلوبرينت) وهو يعمل على حل خوارزمية كيف نعيش ومتى سنموت ، فنحن البشر نتقبل إضمحلالنا وانحدارنا وموتنا الحتمي ، ونؤمن إيمانا راسخاً أن الأعمار بيد الله .. ولا نفكر أبدا في العملية العكسية.. فالشيخوخة هي السبب في الإصابه بالسرطان وامراض القلب والخرف والسكتات الدماغية ، وينفذ المشروع على ثلاثة مستويات لعلاج الشيخوخة ، وقد طبق هذا العلاج على فئران التجارب وأظهر نتائج مبهرة ، ولكنه لم يطبق بعد على الإنسان ، فانبري براين جونسون ليصبح متطوعاً كتجربة بشرية وعينة تجارب واخذ على عاتقه الإنفاق على المشروع من ماله الشخصي.. كان براين واسرته يدينون بالمسيحية والتابعين لطائفة المورمون التي تعتبر أن الأسرة هي جوهر تعاليمها ، لذلك عندما قرر ترك طائفة المورمون لعدم إقتناعه ببعض تعاليمها إنفصلت عنه زوجته واولاده .. تعاون بريان مع الدكتور اوليفر سولمان الذي أمضي حياته في مجال محاربة الشيخوخة .. تفرغ براين لتطبيق المستويات المقترحة من سوليمان للعلاج ففي المستوي الأول داوم على تطبيق ألأساسيات كتناول الطعام الصحي وعدم تناول المشروبات الكحولية أو المحلاه ولعب الرياضة ساعه واحدة يوميا واصبح يتناول آخر وجباته اليومية في الحادية عشر صباحاً !! .. يبدأ براين يومه مبكرا في الصباح ويمارس الرياضة ساعة كاملة يؤدي فيها 35 تمرينا رياضيا، يقيس فيها كل ما ينجزه من التمارين ، كما يتناول 40 كبسولة صباحاً ومثلها مساءاً ، يتناول طعاماً ينتج 2000 سعرا حرارياً كل يوم ، كما يتناول مكملات غذائية مختارة والميلاتونين ومزيج للشرب أطلق عليه العملاق الأخضر، كما يعرض نفسة في جلسات يومية لمدة 14 دقيقة للأشعة القريبة والحمراء ويخضع في هذا المستوي للعلاج الجيني .. يعتبر براين من أفضل المتطوعين لإنه يطبق بنود كل مستوي بصرامة وبحذافيرها.. المستوي الثاني أكثر تعقيدا من المستوي الأول أما المستوي الثالث فيعمل على عكس الشيخوخة .. ينام براين عدداً محدداً من الساعات ويحافظ عليها كل ليلة ، فالجسم يعشق الروتين .. بعد عامين من تطبيق هذا النظام اصبح معدل التقدم في العمر 069 أي اصبح 8 أشهر لكل 12شهراً والهدف النهائي للمشروع أن يصبح معدل التقدم في العمر صفراً ،أي لا يحدث تقدم في العمر !!.. يقول براين إذا سألت أي شخص عن هذا المشروع قال لك انه يرغب طبعاً في البقاء في صحة جيدة ليري اليوم التالي وينجز ما تمني انجازه ،ونتيجة تطبيق قياسات المشروع أحرز براين 99% من درجات الإلتزام .. ولكن هذا المشروع واجه انتقادات من المتخصصين في ابحاث الشيخوخة باعتبار أن ما يفعله بريان ليس نهجاً علمياً ، كما يقول البعض أن براين لا يعيش في الواقع بل يعيش في عالمه الخاص ، والبعض الآخر يتهكم ويقول أن براين بعد كل هذه الإجرءآت يمكن أن يموت في حادثة مرورية يقولون هذا وهم يضحكون !!.. إنه محتال كبيرً يحاول أن يستغل خوف البشر من الموت ، فلا توجد طريقة لعكس اثار الشيخوخة ، ولا يمكن التحول من الكبر للصغر، فأنت تسعي للعيش في المستقبل وتنسي أن تتمتع بالعيش في الواقع الحالي، وليس من المقبول أن يخضع لإسلوب حياة منغلق على تعاطي الأدوية وتناول نفس الطعام كل يوم .. والعجيب ان كل الناس يعرفون الطعام الصحي ولكن معظمهم يأكلون الوجبات السريعة ومكوناتها الدهنية ، والهمبورجر والبطاطس المقلية لدرجة الإدمان .. ولإقناع الناس بمشروعه (بلوبرينت) ، لجأ براين لنشر جميع البيانات الحيوية والبرتوكولات والوصفات والمكملات الغذائية في شبكة التواصل الإجتماعي وقد جرب أيضاً تناول دواء الراميسين المصنع أصلا لتثبيط المناعة ، لكنه وجد ايضاً انه يعالج الشيخوخة ولكن يجب استعماله بحذر لاثاره الجانبية الضارة كما لجأ ايضاً للعلاج باستخدام بلازما الدم…
وتظهر البحوث ان الإنسان الذي لا يتعاطي الخمر يزيد عمره 5 سنوات ، والذي يتبع حمية غذائية يزيد 5 سنوات والذي لا يدخن يزيد 11 سنة واذا مارس التمارين الرياضية يزيد 8 سنوات .. ويذكر أن اطول عمر سجل وموثق حتي الأن هو116عاما .. هذه القصة لم تنتهي حتى الآن ، وسننتظر ربما لأجيال لمتابعة تطورها ، ويمكن أن يعيش براين جونسون ويتخطي المئتا عاما أو أكثر بصحة مثالية، ومن الممكن في المستقبل ان نقابل رجلاً في عنفوان الشباب يسير في الطريق في خطوة نشطة ، وعندما يتحدث نكتشف أن عمره قد تجاوز المئتا عاماً ويبحث جدياً عن زوجة عمرها لا يزيد عن المائة وخمسون عاماً!!