بقلم: فـريد زمكحل
مازال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يُصر على انتهاج بعض السياسات الخاطئة التي لا تتوافق أو تتماشى مع كل مفاهيم المنطق السليم، وتضرب في مقتل أساس الحياة وقيمها العليا على المستويين السياسي والإنساني المتوارث منذ نشأة العالم وحتى يومنا هذا. كما سوف أوضح لكم من خلال هذا المقال.
1- على المستوى السياسي: للمتابع الجيد للقرارات السياسية الذي يتخذها هذا الرجل سيكتشف على الفور إصراره الدائم والمستمر على لعب دور التابع الأمين والمؤيد الدائم والمنفذ الوفي لكل ما يصدر له من الإدارة الأمريكية من قرارات وتعليمات في تبعية مقززة شوهت ونالت من مكانة كندا والدور الكندي في جميع المحافل الدولية، وانتقلت بهما إلى ما لا يشتهيه المواطن الكندي بصفة خاصة والشعب الكندي بصفة عامة، وخاصة على مستوى العلاقات الدولية مع دول العالم التي من المفترض لها أن تكون في غاية التوازن والاستقلالية، وهو ما لا نلمسه معه منذ وصوله إلى سدة الحكم ونلحظه بوضوح في علاقاته المتوترة وغير المتوازنة مع كل من الصين وروسيا وتأييده الأعمى لكل ما يصدر ضدهما من قرارات مجتمعية لا تتصف بالحكمة والحياد من جانب الولايات المتحدة الأمريكية وهيئة الأمم المتحدة.
الأمر الذي غير من نظرة جميع دول العالم تجاه كندا ودورها السياسي المنوط بها القيام به على المستوى الدولي بعيداً عن التبعية وعدم الحيادية، ما أفقدها احترام غالبية دول العالم لها ولكل ما يصدر عنها وعن رئيس حكومتها السيد ترودو من قرارات طفولية لا تفيد بقدر ما تضر بكندا والمواطن الكندي وبمصالحه على المدى القريب أو البعيد، خاصة مع التوقع المستمر برؤية نظام عالمي جديد لقيادة العالم عن قريب.
2- أما على المستوى الاجتماعي: فحدِّث ولا حرج حيث نجده يندفع بسرعة الصاروخ لحماية المثلية والمثليين والدفاع عن حقوقهم غير المشروعة عقائديا وتربوياً ومحاولاته الدائمة والمستمرة للتغيير من طبائع الأشياء والأساسيات البيولوجية والأخلاقية والروحية المتعارف عليها منذ نشأة العالم ضارباً عرض الحائط بحقوق السماء وحقوق الأغلبية من أبناء الشعب الكندي وحقهم المشروع بالحفاظ على موروثاتهم الروحية والأخلاقية التي يتمسكون بها ولا يرتضون بسواها لأولادهم أو أحفادهم لأنها تتعارض مع قيمهم وشرائعهم السماوية ، وتهدد مستقبل أولادهم بصورة غير مسبوقة بعد حجم الدعاية غير المسبوقة التي تتبناها الحكومة الليبرالية لمساندة المثلية والمثليين، وكان آخرها برفع علم المثلية في المحيط الخاص بمبنى البرلمان الكندي بالعاصمة الكندية أوتاوا، وفرض هذا الأمر بقوة القانون على الهيئات الرسمية التابعة للدولة ومنها الإعلام والتليفزيون وإقراره في المناهج الدراسية في المدارس والجامعات الكندية بخلاف العديد من الهيئات التابعة للدولة وتخضع لسيطرتها.
والسؤال هنا كيف يقوم رئيس الحكومة الكندية بالاستيلاء على طائرة تجارية لدولة أجنبية بحجم وقوة روسيا وتحويلها إلى أوكرانيا بلا حسيب أو رقيب؟
وكيف للسيد ترودو القيام بتحويل مبلغ 500 مليون دولاراً كندياً من أموال دافعي الضرائب لمساعدة ودعم أوكرانيا والحكومة الأوكرانية في حربها ضد الروس بدلاً من استخدامها لتحسين الوضع الخدمي المتدهور في العيادات الطبية والمستشفيات الكندية؟
كل هذا يدفعنا لمطالبة الشعب وجميع أحزاب المعارضة الرسمية العمل على سحب الثقة من السيد ترودو وحكومته الفاقدة للتوازن واستقلالية القرار.