بقلم: خالد بنيصغي
مع بداية الأسبوع المقبل بحول الله يشرع المسلمون في كل بقاع العالم في صيام شهر رمضان المبارك ، شهر فضيل يأتي هذا العام على وقع تغيرات خطيرة على جل المستويات ، أهمها الحرب الإسرائيلية على غزة ، والتحولات الكبرى والمفاجئة للدول العربية والإسلامية ، ويمكننا رصد ذلك من خلال هذا الواقع المر الذي أصبح يحكمنا ويسير بنا نحو المجهول .. فبأي حال نستقبل رمضان الكريم الذي أُنْزِلَ فيه القرآن ؟؟
. حرب دَروس تلك التي تخوضها إسرائيل وحلفاؤها على غزة ، وما يصاحبها إلى اليوم من تقتيل وتجويع ومحاصرة للأطفال والنساء والشباب والشيوخ العُزَّل ، تحت أنظار العالم بأسره ، وتحت صمت رهيب للعالم العربي الذي انهارت لديه مبادئ القومية العربية ، والقيم الأخلاقية والإنسانية والدينية للدفاع عن القدس السليبة عاصمة فلسطين ، صمت الذل والعار أمام الطغيان الإسرائيلي الذي يقتل أهل غزة بدم بارد أمام انبطاح عربي شامل ، وصمة عار يسجلها التاريخ عن الحكومات العربية والإسلامية التي ترتعد جُبْنا وخوفا بشكل غير طبيعي من البعبع الإسرائيلي الطاغي .
. والأدهى والأمر من الجبن العربي خرجت الحكومة في المملكة العربية السعودية تطالب خفض الأذان لأنه مزعج ؟؟ شر البلية ما يضحك ، وما يُبكي ويدمي القلب أن ترى من وُكِّلوا حماة الدين هم ألذ أعدائه من أبناء جلدته ، وكل العجب أن كان صوت الآذان يزعج في دقيقتين أو ثلاث دقائق متفرقة في خمس مرات ( ربع ساعة في المجموع ) ولا تنزعج المملكة العربية السعودية من تلك الموسيقى الصاخبة لساعات طوال لكل أولئك المطربين الذين استقبلتهم بالورود والتمور والحليب من كل الوطن العربي لإحياء سهرات الغناء والرقص ؟؟.
. نستقبل رمضان الكريم بالمسلسلات التافهة والأعمال الفنية الدرامية والكوميدية المتعفنة ، والطرب والصخب والسهرات الغنائية ، والبرامج المستفزة ، بينما في هذا الشهر الفضيل يستوجب نفحات إيمانية وتلاوات قرآنية ودراسة للأحاديث النبوية الشريفة ، والفقه والتفسير وغير ذلك من الأمور الدينية والأخلاقية . ولأنه لكل زمان رجاله الشرفاء ولو على قِلَّتِهم ، فقد تناسلت عدة دعوات في المغرب مثلا وتكررت في مواقع التواصل الاجتماعي وهي تدعو إلى مقاطعة هذه الأعمال التافهة ، والتوجه إلى الله عز وجل بالصيام والقيام طاعة له وتقربا منه جل جلاله ، طمعا في مغفرة منه ونجاة من النار ودخول إلى الجنة برحمته ، راجين منه عز وجل أن ينصر المظلومين في كل مكان وزمان ، ويرحم الشهداء في غزة ويرفع عن الفلسطينيين هذا الظلم إنه سميع مجيب ، ويرُد الله الأمة الإسلامية إلى طريق الرشاد .. رمضان كريم والله أكرم .. ودمتم بود