الأديبة : إخلاص فرنسيس
يقول لي: ليتَنا لم نلتقِ
لم أعِ أن تكوني للقلبِ متلفةً
لو لم أفتحِ الشّبّاكَ
لكنتُ نجوتُ من الشّباكِ
ليتَني رفعتُ الجدرانَ بينَنا
وأبقيتُكِ خلفَ قضبانِ الدّهشةِ
ما كانَ جرفَني سيلُكِ
ولا أنهكَ العشقُ جسمي المُضنى
لو لم نلتقِ
لما شربَ البحرُ ملحي
ولما زارَ الكرى جفني
في العشقِ يقول: أنا مسرفٌ
الحبُّ صبرٌ ووصالٌ
واللقاء ليتهُ محالٌ
ليتنا لم نستلّ سيفَ الحروفِ
وغيّبنا الفجرُ في ظلّهِ
ليتَنا لم نقرأْ صحفَ الرّاحلينَ
غطّى السّهادُ المسافةَ بينَنا
وأتلفَ الضّوءُ على غصنِ الزّيتونِ
فخرجتْ صغارُ العصافيرِ من دمي
وما بينَ الفصولِ تركتني
حبلى بالأفكارِ والهواجسِ
لم أدركْ تلكَ اللغةَ
ضحكاتُ البحرِ والنّهرِ
هذيانٌ يركضُ خلفي
يتوحّدُ معي ومعَ ظلّي
لو لم نلتقِ،
هل كنتُ سأكونُ رداءَكَ الدافئَ
أحملُ بذرةَ حبّكَ،
تنمو معلّقةً في بلادِ الغربةِ
أروي النّمشَ المبعثرَ
من دمعِ أشواقي
أتشرّدُ ما بينَ شغافِ روحِكَ
وأكونُ الشّاهدَ والشّهادةَ
على هدرِ دمِ القصيدةِ
تطلقُ سراحي من وريدِك
أتناثرُ في فضائِك أغنيةً
ترمّمُ وحدتي المكسورةَ
تهدّئُ الظّلالَ في عينيّ
وامرأةً من ضلعِكَ تصيّرني