أكد وزير الخارجية سامح شكري على أن العلاقات بين مصر والسودان قوية ومتينة، مشيرا إلى أن العلاقة بين البلدين أزلية ويعتز بها كلا الشعبين، مشيرا إلى أن محادثات القيادتين خلال القمة الإفريقية الأخيرة بأديس أبابا قد أظهرت خارطة الطريق التي ستسير عليها العلاقات بين البلدين الشقيقين .
وقال شكري في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السوداني إبراهيم الغندور اليوم /الخميس/ ” إنه تم عقد جولتي مشاورات بين وزيري الخارجية ووزيري المخابرات العامة ، كما تم عقد اجتماع مطول على المستوى الرباعي اتسم بالصراحة والإخاء وبالرغبة المشتركة لتدعيم هذه العلاقة والنهوض بها إليى مستوى المسئولية وتنفيذ التكليف الذي صدر عن فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وشقيقه الرئيس عمر البشير حتى تحقق المصلحة المشتركة للبلدين والشعبين في مختلف النواحي ” .
وقال وزير الخارجية سامح شكري إنه عُقدت جولة مشاورات بين وزيري الخارجية المصري والسوداني، وأخرى بين رئيسي المخابرات، ثم الاجتماع الرباعي الذي اتسم بالصراحة والرغبة المشتركة لتدعيم هذه العلاقات وتنفيذ التكليف الصادر عن الرئيسين السيسي والبشير لتدعيم العلاقات وتحقيق طموحات وتطلعات الشعبين الشقيقين.
وأضاف شكري أن المشاورات اتسمت أيضا بالصراحة والشفافية والطرح لكافة المشاغل التي أدت خلال الفترة الماضية إلى قدر من سوء الفهم وعدم الارتياح الكامل، وقد تم تناولها وإزالة بعض سوء الفهم، والتوافق على تفعيل كافة الآليات المتعددة في كافة المناحي وتوجيه المسئولين لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه لإزالة أي نوع من البطء في تنفيذ التكليفات والعمل على تدعيم العلاقات.. موجها الشكر للوزير السوداني ورئيس جهاز المخابرات السوداني على الروح الإيجابية التي سادت المحادثات.
وأشار وزير الخارجية إلى أن العلاقة القائمة والروح التي ظهرت خلال لقاء الوزيرين ورئيسي جهاز المخابرات تطمئننا على مسار العلاقات الثنائية بين الشعبين الشقيقين.
وأوضح أنه كان هناك اهتمام بالغ بتناول الإعلام للقضايا المختلفة وضرورة العمل بمسئولية في هذا الشأن، ورفض أية إساءة للبلدين والشعبين، وأن يتسم الإعلام بالموضوعية عند إثارة القضايا، والابتعاد كل البعد عن ما لا نرضى عنه إطلاقا من أي مساس أو إساءة للشعبين الشقيقين اللذين تربطهما أواصر تاريخية.
من جانبه.. أكد وزير الخارجية السوداني إبراهيم الغندور أن توجيهات السيسي والبشير كانت واضحة بأن يعمل وزيرا الخارجية ورئيسا المخابرات من خلال هذه اللجنة “الفريدة” التي تؤكد عزم القيادة في البلدين على حل كافة الإشكالات القائمة، وبأن نضع العلاقة بين السودان ومصر في مسارها الصحيح؛ وهو ما يعد استكمالا لهذه العلاقات الأزلية وعلاقات الدم والرحم والتواصل والتي لا يمكن أن تنفصل بسحابة صيف في العلاقات بين الحكومتين لأن العلاقات التي تربط البلدين هي علاقات شعبية متجذرة.
وأضاف أن النقاش الذي دار اليوم تناول بالتفاصيل كافة الموضوعات، وما تم الاتفاق عليه سيتم المضي قدما في تنفيذه.. مشددا على ضرورة المضي قدما بهذه الروح الإيجابية لدى القيادتين والروح إلى تربط الشعبين.
وأشار إلى أنه تم الاتفاق على دورية انعقاد الآلية الرباعية لأنها تدخل في تفاصيل كانت في كثير من الأحيان مسار خلافات بين البلدين.. موضحا أنه تم الاتفاق على أن نطرح على الرئيسين انعقاد لقاءات دورية رئاسية.
ووجه الغندور رسالة للإعلاميين المصريين قائلا “إن هذه العلاقة أمانة في أعناقكم أرجو أن تراعوها… وتذكروا أننا نترك لأجيال تأتي من بعدنا علاقة في عالم لا يعرف الضعف والفرقة ودائما ينفرد بالضعيف فيأكله… إن ما بين مصر والسودان كبير وعظيم وعلينا أن نعمل على تقويته”.
وردا على سؤال حول عودة السفير السوداني.. أكد وزير الخارجية السوداني إبراهيم الغندور أن الطريق مؤهل لعودة السفير السوداني إلى القاهرة في أي وقت، مشيرا إلى أن بداية حوارنا بهذه الشفافية هو بداية لحلحلة كل الإشكاليات القائمة.
وفي سياق آخر.. أشار الوزير السوداني إلى أهمية المشروعات الزراعية المشتركة، وأن الاستثمار في السودان في قطاعي الزراعة والأمن الغذائي متاح للمصريين، وعلينا أن نعمل على تشجيع الاستثمارات بين البلدين.
وبشأن ما إذا كان قد تم التشاور مع قبرص حول التلويح التركي بعدم الاعتراف باتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص، أشار سامح شكري إلى البيان الصادر عن وزارة الخارجية في هذا الصدد والذي يؤكد سلامة الاتفاق، واتساقه مع قواعد قانون البحار والقانون الدولي وإيداع هذا الاتفاق لدى الأمم المتحدة.. مشددا على أن المنطقة التي تم تحديدها هي منطقة اقتصادية خالصة لمصر، ومصر دائما تدافع عن حقوقها وترعاها بما يحقق مصلحة شعبها.
وأضاف “أوضحنا هذا الأمر وليس به أي خلاف من المنظورين القانوني والسياسي. ونسير دائما وفقا لإطار قانوني واضح وشفاف ليس خاضع لأية تأويلات من أي طرف”.
وحول جزيرة سواكن السودانية وما تردد عن تحويلها لقاعدة عسكرية تركية ومدى خطورة ذلك على مصر والسعودية، والدول المطلة على البحر الأحمر.. قال الوزير السوداني إبراهيم الغندور إننا تطرقنا إلى أهمية التنسيق فيما يتعلق بالبحر الأحمر، وتم الاتفاق على أن يكون التنسيق ثنائيا وإقليميا لشاطئي البحر الأحمر وهي منطقة مهمة.
وأضاف أن سواكن ليست جزيرة وإنما مدينة وميناء قديم جدا، ولها امتداد داخل البحر الأحمر لمسافة 4 كيلومتر مربع فقط، وقد عرضت تركيا إعادة ترميم بعض المباني، خاصة المسجدين الشافعي والحنفي.
وأشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زار هذه الجزيرة وطرح إعادة ترميم كل المباني؛ حيث كانت الجزيرة تُستخدم قديما كميناء للحج لكل إفريقيا.
ونفى الغندور بشكل قاطع الحديث مطلقا عن تعاون عسكري بشأنها أو قاعدة عسكرية تركية في الجزيرة أو أي مكان آخر بالسودان، وعرض أردوغان أن تُستخدم الجزيرة سياحيا.
من جانبه، قال شكري إننا تحدثنا في مجمل الموضوعات بشكل صريح وشفاف، في إطار التقدير المتبادل بين البلدين وما لديهما من علاقات متشعبة إقليميا ودوليا، ولكن المبدأ الراسخ هو ألا ينتقص ذلك أو يترك أثرا سلبيا على العلاقات الثنائية بين القاهرة والخرطوم، وقد توافقنا على مبدأ عدم الإضرار والتأثير على أمننا القومي ولا يمكن أن نتصور أن مصر لها علاقات تؤثر سلبا على الأمن القومي السوداني، وهذا ما أقر به الوزير السوداني أيضا.