بقلم: كنده الجيوش
هناك جملة دارجة لدى السوريين تُقال من باب الكرم والود ، البيت بيتك اهلاً وسهلاً.
أُعلِن اليوم و من الرياض في العربية السعودية أن الولايات المتحدة قامت برفع العقوبات ضد سوريا و ذلك بطلبٍ من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. انطلقت التهنئة و التبريكات ، و آيات العرفان بالجميل من السوريين عبر وسائل التواصل الاجتماعي لولي العهد محمد بن سلمان و العربية السعودية ببهجة وود و محبة. كان في منشورات الشكر تلك الكثير من الصدق والعفوية ، منهم من قام بضم يديه إلى صدره محاكياً ولي العهد في ردة فعله، منهم من قال له معالي الأمير سوريا بلدك والدار دارك، منهم من أطلق أبيات شعر شعبية في مدحه وثنائه هو نهار .
اختلطت دموع السوريين فيه مع ابتساماتهم على اختلاف منابتهم و على اختلاف مشاربهم. انتهت معاناتهم من تلك العقوبات التي ألقت بظلالها على حياتهم اليومية ، كانت الحاجة إلى ابسط مقومات الحياة تزداد كل يوم، بات شيئاً من الرفاهية الماء والكهرباء و مصادر الطاقة. انخفض المستوى المعيشي ، و الاقتصاد والناتج المحلي وصل إلى اسوأ مراحله. بالكاد كان قوت اليوم يتم توفيره لمعظم الأسر السورية ، أجيال متعاقبة من الأطفال خسروا التعليم، بل أن إحصاءات تعود إلى عدة منظمات دولية و إنسانية أشارت إلى أن الفقر قد وصل إلى ٩٠٪ بين شرائح المجتمع السوري.
يستحقها اليوم السوريون جميعاً هذه البهجة ، هم يحتاجونها لبناء وطنٍ مثخن بجراحه ، أنهكته سنوات عجاف من حربٍ طاحنة. ذاك السوري الذي وقف على ناصية بلده وفياً لها ، ولا مفر له منها إلا إليها ، له اليوم أن يكون فرحه عامراً وهو الذي خبَرَ الألم و الظلم و المعاناة بكافة أبعادها ما أنهكت كرامته الإنسانية. شكراً السعودية من القلب. شكراً لولي العهد محمد بن سلمان، شكراً لكل من وقف إلى جانب السوريين في محنتهم الإنسانية، شكراً لمن آمن بان سوريا بلد حضارة و لابد لها من فرصة كي تعود إلى مجتمعها الإنساني الأعم والأشمل كريمة معافاة. هي سوريا البلد الجميل قابعاً هناك في زاوية المتوسط ، وأهله الكرام اللذين أحبوا الحياة و أحبتهم ، انطلقوا منذ آلاف السنين يركبون الأمواج و معهم سنابلهم وألوانهم.
لكم اليوم الفرح واستعادة ذاتكم الإنسانية و تلك البهجة البسيطة العامرة. لكم البهجة وانتم تعودون اليوم إلى مجتمعكم الإنساني الأعم والأكبر ، يا أهل السلام لكم دوماً الأمل بالسلام والأمن للجميع.