شعر: نسرين حبيب
تَخونُنا الذّاكرة
فَنَهربُ إلى دفءِ الصُّوَر
الأطيافُ تَختفي
الظّلالُ يُرديها الغُبار
والوجوهُ يَطليها شُحوبُ الاصفرار
ها شَحيحُ الضّوءِ تَمحوه عباءةُ العتمة
وأَرى
من فتحة البابِ المُواربِ
صانعَ الظّلّ
وسَمارُ السَّحَرِ يَبهقُ الآفاق
وأَشهقُ
لرحيلِ السّنين
وأطرافُ الزّمنِ تَخيطُ عينيه
وأَبسمُ لِنَثراتِ رمادٍ تُدَلّلُ شعرَه
وأَزفرُ بِلَحظَةٍ
للحظةٍ غفرَتْ غيابَ أيّامِ الحنين
للُقيا خاطفة
حيث حطَّ رحالَهُ غديرُ السَّهَر
في ظلّ أسوارِ القمر
..أَطرفُ العينَ طرفةَ لصّ هجين
فيَختفي الظّلُّ وصاحبُ الظّلّ
وأَتنهّدُ نادمة
ليتَ الجفنَ لم يُطبَقْ
وليتَ العُمرَ لم يُسرَقْ
فأَغفرُ خيانةَ الذّاكرة
وأُدرِكُ أنَّ لبئرِ النّسيانِ رأفة
بِمَنْ قضى العمرَ
في انتظارِ مَنْ لم يَعُدْ مِن غُربَة
ولن يعودَ إلّا
في دفءِ الصُّوَر
وشَجَنٍ مُهرَق
بين حنايا الشّجين