كشفت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية اليوم /الثلاثاء/ أن الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي؛ أدى إلى سلسلة من المواجهات والانشقاقات والإنذارات داخل الحكومة الإسرائيلية، الأمر الذي يقودها إلى حافة الانهيار.
وأشارت الصحيفة – في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني – إلى أن ثمانية شهور مرت منذ بداية حرب إسرائيل على قطاع غزة، والمواجهات والانشقاقات والإنذارات وصلت بحكومة الطوارئ الحربية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى حافة الانهيار؛ مما أثار احتمال انهيار ائتلافه وبالتالي ربما التوجه نحو انتخابات جديدة.
وقالت: إنه على المستوى الخارجي، يتعرض نتنياهو المتعثر لضغوط متزايدة من الإدارة الأمريكية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة حماس الفلسطينية فضلا عن ضغوط داخلية لإعادة المحتجزين المتبقين لدى حركة حماس بينما داخل حكومته، التي تشكلت بعد أقل من أسبوع من هجمات حماس في 7 أكتوبر الماضي، يواجه تمردات من الحلفاء والخصوم على حد سواء.
وأضافت الصحيفة: أن المتشددين المحافظين في حكومته هددوا علنًا بالانسحاب من الحكومة؛ إذا وافق نتنياهو على الصفقة التي روج لها الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الجمعة الماضية على أنها “اقتراح إسرائيلي”.. كما هددت الأحزاب الدينية بسحب دعمها للائتلاف بسبب الأحكام القضائية المتوقعة في الأيام المقبلة التي قد تلغي الإعفاء الطويل الأمد من الخدمة العسكرية للشباب المتدينين بينما طالب يوآف جالانت، وزير الدفاع من حزب الليكود التابع لنتنياهو، رئيس الوزراء بالالتزام العلني بتجنب احتلال إسرائيلي غير محدد المدة لغزة.
ورأت الصحيفة أن التحدي الأكثر إلحاحًا يأتي من زعيم المعارضة الإسرائيلية بيني جانتس، الذي إلى جانب نتنياهو وجالانت، هو واحد من ثلاثة أعضاء مصوتين في مجلس الحرب، وأعطى نتنياهو مهلة حتى السبت المقبل لتقديم خطة استراتيجية طويلة الأمد لغزة أو سيستقيل من مجلس الحرب ويسحب حزبه من الحكومة.
وقالت: إن انسحاب جانتس، الخصم السياسي الرئيسي لنتنياهو، لن يسقط الحكومة بحد ذاته، وحتى اقتراح حجب الثقة الذي قدمه حزبه الوحدة الوطنية في البرلمان الإسرائيلي الأسبوع الماضي لا يبدو أنه سيمر لكن المحللين السياسيين يشككون في قدرة نتنياهو على البقاء لفترة طويلة.
ونقلت الصحيفة عن جايل تالشير أستاذة العلوم السياسية في الجامعة العبرية القول: “خطوة جانتس لن تنهي هذا الائتلاف مباشرة، لكن الائتلاف بدأ ينهار من الداخل”.
وأشارت (واشنطن بوست) إلى أن مشاكل نتنياهو تصاعدت يوم الجمعة الماضي بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن اقتراح جديد لمجلس الحرب الإسرائيلي بوقف القتال لمدة ستة أسابيع وتبادل المحتجزين بالأسرى الفلسطينيين، بهدف تمهيد الطريق لإنهاء الصراع بشكل نهائي، وفي تصريحات يوم أمس أكد بايدن “استعداد إسرائيل للمضي قدمًا في الشروط” المعروضة على حماس.
ولفتت الصحيفة إلى أن نتنياهو سعى للنأي بنفسه عن الاقتراح، وكان شركاؤه في اليمين المتطرف واضحين بأنهم سيحاولون إسقاط ائتلافه إذا تم التوصل إلى اتفاق، حيث قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أمس: “إذا قبلت الحكومة هذا العرض، فلن نكون جزءًا منها وسنعمل على استبدال القيادة الفاشلة بقيادة جديدة كما قال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إنه مستعد لتفكيك الحكومة”.
وأشارت إلى أن المقربين من نتنياهو قالوا إنه يأمل في تأجيل أي تفكك لأطول فترة ممكنة ؛ خوفًا من أن يؤدي الغضب العام بسبب فشله في منع أحداث 7 أكتوبر وإطلاق سراح المزيد من المحتجزين إلى فشل انتخابي بينما يقترح البعض أن رئيس الوزراء يريد البقاء حتى الانتخابات الأمريكية في نوفمبر المقبل على أمل أن يحل الرئيس السابق دونالد ترامب محل بايدن في البيت الأبيض.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي – تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة المداولات الداخلية – قوله: “إن رئيس الوزراء مستعد للاستفادة القصوى من الظروف ، وليس لديه نية للتنحي، وإذا جرت انتخابات فإنه سيخوضها بنفس المواضيع اليمينية التي جعلت منه أطول رئيس وزراء في إسرائيل، مصورًا جانتس وجالانت وغيرهم من الخصوم كضعفاء في الحرب ضد حماس”.
وأشارت إلى أنه في الواقع، قد تكون آفاق نتنياهو للبقاء على قيد الحياة في الائتلاف قد تحسنت في الأسابيع الأخيرة، حيث إنه بعد تراجعه في استطلاعات الرأي لعدة أشهر تقدم بفارق ضئيل على جانتس في استطلاع حديث حول تفضيلات الإسرائيليين لرئيس الوزراء رغم أن كلا السياسيين لم يحصلا على أكثر من 36 %.
ووفقا للصحيفة، فإنه استنادًا إلى تلك الأرقام المحسنة في الاستطلاعات، يشكك المسؤولون الأمريكيون بشدة في أن إنذار جانتس وحده سيؤدي إلى استجابة رئيس الوزراء لمطالبه.
ومع ذلك، يأخذ المسؤولون تهديد جانتس بالخروج من مجلس الحرب على محمل الجد، حيث يتوقعون أن يجعل الديناميكيات المتصدعة أكثر اضطرابا..وفي ظل سيناريو واحد، قد يُترك نتنياهو؛ ليحكم مع ائتلافه من الوزراء المتشددين، مما يميل عملية اتخاذ القرار إلى اليمين أكثر.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسئولين أمريكيين قولهم إنهم شهدوا عرضا مستمرا تقريبًا للخلافات والشجار بين نتنياهو وخصومه السياسيين خلال زيارات متكررة لتل أبيب، حيث عادة ما يفضل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عقد اجتماعات خاصة وسرية مع مجموعة من السياسيين الإسرائيليين؛ لتسهيل مناقشات أكثر صراحة.
وتابعت الصحيفة أن يعقوب أميدرور مستشار الأمن القومي السابق لنتنياهو، نفى هذا التوصيف الأمريكي.. قائلا:”إن مجلس الحرب قد توصل إلى توافق حول القضايا الرئيسية، بما في ذلك الهجوم الإسرائيلي الأخير على مدينة رفح جنوب غزة وإن إنذار جانتس لن يؤثر على سير الحرب”.