شعر: نسرين حبيب
دعنا من الياسَمينِ والنّسرين
كفاك عناقًا ونفاقًا.. كفاك ادّعاء الحنين
… دعي الأمورَ وشأنَها أخبرتَني
ولقفْتَ بابَ الحُجرةِ وهجرتَني
هرعْتَ إلى أوّل حضن ٍصادفَك
والتصقْتَ بذراعٍ ظننتَهُ أمين
تَبوحُ له بِما رجوْتُكَ إخفاءَهُ
هرعْتَ تَبوحُ بسرّنا الدّفين
شَكَوْتَني لِعابِرةِ سبيلٍ، بعثرتَني
سخرْتَ من جَوفِيَ الخالي، كسرْتَني
زوجتي عاقرٌ وعقمُها بِرَحمِها فَتّاك
حرمَتْني لسنين نعمةَ البنين
ملَلْتُها وسئمْتُ انتظارَ شفائِها
ووعودَها بامتِثالِ الشّفاءِ كلّ حينٍ وحين
أَغفو على دُعائِها وأَفيقُ على صلواتِها
حتّى أضاعَتْ من أيّامي سنين..
من جسدي أخجلتَني، في كومةِ رجاءٍ سجنتُني
في اتّهامِ العُقمِ قَوقَعْتَني بين حسرةٍ وأنين
أخرسَني الوجعُ وفتّتني الهَجرُ
ورغم الظّلمِ، على الصّمتِ حلفْتُ اليمين.
وحين عُدتَني بالأمسِ فارغَ العينَيْنِ
لا دمعَ يَكفي لغَسلِ ألمِكَ الحزين
عرفْتَ أنّي بِتُّ زوجةً لِسِواك
والحياةُ أنصفَتْني من دون أعراف ولا قوانين
رأيتَني والحَمْلُ بادٍ عليَّ في شهرِ تشرين
أنعمَ بِهِ الرّبُّ وأَكرَم، ولنعمةِ ربّي صرخْتُ آمين
فأدركْتَ أنّ العاقرَ هو إيّاك
وأنّي كنتُ أحملُ اثمَكَ العقيم بِوَفاءِ وتضحيةِ الرّاضين
فأشفقْتَ على حالِكَ يا أضعفَ الخَلقِ
وفهمتَ أنّ عدلَ اللّه لا يَردُّ خيبَةَ مسكين..