بقلم: عادل عطية
على طريق النجاح في الدراسة، في العمل، في العلاقات الإنسانية، خطوات وخطوات من الفشل واختيارات مغرية: إما أن نتوقف ونستمتع بلذة الفشل، وإما نخدع أنفسنا بشعور كاذب أننا ناجحون، واما نتجمد من اليأس وإما نجاهد ونثابر لنلبي نداء التواصل مع النجاح!
ما أكثر الذين سبقونا على هذه الطريق الوعرة الدامية والسعيدة من عباقرة وعظماء!
لم تكن عظمتهم في أنهم وضعوا “الحجر الأول” في مشاريعهم، بل سعوا بإخلاص في وضع “الحجر الأخير”!
فتشيكوف، الأديب العالمي، عاش حياة صعبة جداً، لكنه لم يتلذذ بطعم الفشل. بذل مجهوداً عنيفاً ليعصر مشاعر العبودية؛ حتى استيقظ ذات يوم جميل، واكتشف أن عروقه لم يعد فيها أثر لدم ذليل، وأنها تفيض بدم إنساني حقيقي؛ فلا فشل لمن يعرف أن يتخذ منه عبرة!
والدكتور إبراهيم ناجي، الشاعر المصري، تخلّف عن بقية زملائه في المرحلة الثانوية، لكنه كغيره من أصحاب العزم، أمسك ببداية الخيط الرفيع الذي يفصل بين الفشل والنجاح، ووصل إلى المكانة المرموقة!
وتوماس إديسون، الأمريكي صاحب أكثر من ألف اختراع، قال للذين انتقدوه لتعدد مرات الفشل قبل الوصول لمرة النجاح إنني الآن على الأقل، أعرف مائة طريقة لا تفيد!
ونابليون بونابرت، الذي عُرف بذكائه النادر فيما بعد، أجمع كل اساتذته على أنه كان تلميذاً أقل من المتوسط وهذا أيضاً فشل من نوع آخر، يؤكد غباء نابليون الأسطورة فى صغره، ولم يجعله ييأس بل جعله يصمد بعزمه وارادته اللذين جعلا منه ذلك القائد الملهم والمقاتل العنيد، الذي سئل: كيف استطعت أن تولد الثقة فى جيشك الباسل؟، فأجاب: كنت أرد بثلاث على ثلاث: من قال لا أقدر، قلت له حاول. ومن قال لا أعرف، قلت له تعلم. ومن قال مستحيل، قلت له جرب!
إن الفشل يتحقق عندما نقبل اليأس، والنجاح يتحقق عندما نؤمن بعدالة السماء، التي تكافيء عن الجهود المستمرة حتى بلوغ الهدف!…