بقلم: خالد بنيصغي
عندما تسقط الإنسانية في لحظة ، عندما تسقط ديمقراطية الدول ، وعندما تموت الشعارات ، حينها يعجز الكلام أمام نظرات الأطفال البائسة ، ودموع النساء العفيفات ، وصراخ الشباب والرجال الصناديد الأشاوس ، حينها يعجز القلم عن كتابة المقال والقصيدة وسرد القصة والرواية ، عندما تشتم رائحة الموت في فلسطين ، وتخطف النساء والأطفال والشيوخ وهم عزَّل ، وعندما يصمت العالم ويغض الطرف عن الحق ، حينها لا يتبقى للحياة أي معنى ، وتسقط الكلمات والقوانين والدساتير كلها ، تسقط الشعارات التي تتشدق بحقوق الإنسان ويسقط الإنسان إلى أسفل سافلين .
لكل من يسأل عن الظروف والملابسات ويغوص في تحليل الأسباب والمسببات وغيرها نقول له إن ذلك لا يفيد ، فاحتراما للإنسانية وحقناً للدماء من العار قتل الأبرياء وسفك الدماء ، من العار أن يصمت مجلس الأمن الدولي ، ومن العار أن يصمت العالم ، ويصمت الإنسان ويتفرج على قتل الإنسان .
القتل والحرب والجوع والمرض … كلها مرادفات للخزي والعار والغباء أيضا ، لا يليق بالإنسان أن يكتب التاريخ بالدماء ولا بالظلم ، فالتاريخ لا يرحم القتلة ولا الجبناء ولا الطغاة ، سيموت الشهداء وهم أحياء عند ربهم فرحين بما أتاهم الله من فضل عظيم ، وإن بقي الظالمون أحياء فإن مصيرهم إلى مزبلة التاريخ ، فعندما تسبح الأسماك الكبيرة في إناءات ضيقة فإنها حتما تموت .. وظلت فلسطين حرة أصيلة .. دمتم بود .