بقلم: نعمة الله رياض
ملحوظة :المحتوي منقول من مراجع مختلفة
اتصل الدكتور موافي بصديقه الدكتور رمزي _ مدير الإدارة الطبية بحديقة الحيوان بالجيزة وسأله عن إنتشار خبر ترحيل أنثي شامبانزي من محمية طبيعية باليابان لحديقة الحيوان العامة بطوكيو ، لإنها أصبحت عدوانية وقتلت إثنين علي الأقل من أفراد فصيلتها .. بل إنها لم تعترف بموت وليدتها الرضيعة واصرت علي حملها في حضنها طوال تواجدها داخل أو خارج عشها الكائن في أفرع الأشجار ، مما حدا بالمسؤولين عن المحمية بإعداد فخ يطبق علي قدمها ، والقبض عليها بعد إطلاق رصاصه مخدرة علي فخذها وتم حبسها في قفص وترحيلها للحديقة العامة للحيوان بطوكيو.. تعجب موافي من سلوك انثي الشامبانزي وسأل رمزي عن تفسير لهذا السلوك ، فأجاب :- كما هو الحال في المجتمع البشري، ينشأ صراع لتولي القيادة ، في عالم القردة إذا خلا موقع القيادة.. وطالما كانت هذه القيادة حكرا على الذكور، لكن أنثى واحدة كسرت هذه القاعدة أخيرا، وذلك في المكاك وهي محمية طبيعية بجزيرة كيوشو جنوب غربي اليابان وأنشئت هذه المحمية عام 1952 للحفاظ على القردة، وتعيش القرود بشكل رئيسي في الجبال الواقعة وسط المحمية، وتتجول بحرية وتنزل إلى الأرض لتناول الطعام الذي يقدمه الحراس .. ويعيش في هذه المحمية اليابانية 1500 قرد من الذكور والإناث من فصيلة الشامبانزي، ويمتد موطنها من آسيا وحتى شمال أفريقيا، ويعرف عنها تفضيلها للفاكهة كطعام.. وفي هذا المجتمع، أصبحت “قردة” صغيرة السن لا تتجاوز 9 سنوات وتعرف باسم “ياكي”، زعيمة القطيع .. وبدأت “ياكي” في الصعود نحو قيادة مجتمع القرود ، عندما ضربت والدتها لتحتل مرتبة قوية بين إناث القردة في المحمية الطبيعية وباتت مثالا على الأنثي القوية واصبحت ياكي عدوانيه يهرب منها إناث القطيع ويتحاشاها الذكور.. وعادة ما تكون نموذج الأنثى القوية التي تسود بقية أفراد جنسها أقصى ما تحققه أنثى القردة، لكن “ياكي” ذهبت إلى خيار أبعد من ذلك وهو مزاحمة الرجال على زعامة الفصيل في الجزيرة اليابانية .. ومنذ ثلاثة شهور، تحدت “ياكي” زعيم الذكور في المحمية واسمه “سانشو”، في اختبار “الفول السوداني”، رغم أن عمره يبلغ 31 عاما وكان في موقع الزعامة منذ 5 سنوات .. واندهش حراس المحمية لموقف “ياكي”، خاصة أنه لم تصل أنثي إلى هذا الموقع في تاريخ المحمية الممتد لنحو 70 عاما .. وتأكد الحراس من قيادة الأنثى للقطيع، بعدما وضعوا حبات الفول السوداني في الأماكن المخصصة للقردة لرؤية من يأكل أولا، فكان مفاجئا تراجع “ سانشو ، الذي أعطى “ياكي” فرصة أكل الحبات أولا ومنذ ذلك الحين، كانت ياكي تتسلق الأشجار وتهزها، وهو تعبير عن القوة. إنه سلوك نادر جدا لدى الإناث .. سأل موافي الدكتور رمزي عن الشمبانزي وخصائصه وعما يقال أن الإنسان أصله قرد؟! أجاب رمزي : – يُصنف الشِمْبَانْزِي ضمن الحيوانات الأكثر ذكاء وأكثرهم شبهًا بالبشر ويستطيع أستخدام الأدوات من أجل الحصول علي الطعام .. ونسبة التطابق الجيني مع الإنسان 98.8% مما يجعله من الأحياء الأكثر شبها بالبشر، وحسب نظرية التطور افترق الإنسان عن الشامبانزي في فرعين مختلفين نتجا من السلف المشترك ( القردة العليا) منذ ما يقرب من 5 الي 6 مليون عاماً .. هل تتصور هذا الرقم (6 مليون عاماً) ؟! إن الإنسان مدرب علي تصور الأحداث خلال عام أو عشرة أو مائه عام أو حتي خلال عدة آلاف عام ، ولكن تصور التغير التدريجي والبطيء للغاية خلال عدة ملايين عاماً حتي يصل إلي شكله الحالي والمعقد لكافة المخلوقات لتتوائم مع متطلبات الحياة ، هذا من الصعب تصوره ..طلب موافي مزيداً من المعلومات عن الشامبانزي ، أجابه رمزي:- الشمبانزي کبیر وقوي نسبیا ذو جسم مقوقع قلیلا. طول الشمبانزي البالغ یتراوح بین 130 سم إلى 160 سم ووزنه یترواح ما بین 30 إلى 60 کجم وطول ذراعیه یمکن أن یصل إلى 270 سم، عضلات کتفه وأذرعه قویة جدا أي أقوى بکثیر من أذرع البشر. على النقیض من ذلك فإن رجلي الشمبانزي قصیران. أنفه صغیر نسبیا وله عینان عمیقتان، وشکل حواجبه ملفت للنظر، للشمبانزي أذنان کبیران مستديران وله أیضا فك علوي عریض وله شفتان غیر سمیکتین. أما عمره فقد يصل إلى خمسين سنة .
یغطي معظم جسم الشمبانزي شعر طویل داكن اللون وله وجه عار من الشعر تقریبا. ولون وجه وردي اللون في مرحلة الطفولة والشباب ویمیل للسواد کلما تقدم في العمر وعندما یصل إلى الشیخوخة یکون لون الوجه قد تحول إلى اللون الأسود متعرج الجلد. وهناك أیضا بعض أنواع الشمبانزي تمتلك وجوها بیضاء، والمؤخرة عاريه من الشعر. أنثى الشمبانزي مؤخرتها وردیة (بدون شعر) وتکون منتفخة وحجم هذا الانتفاخ یتغیر وفقا للمرحلة التي تمر بها في العادة الشهریة (الحیض). العادة الشهریة تکمل دورتها عادة في 24 یوما. ومن الجدیر بالذکر أن هناك نوع من القرود شديد الذكاء، يشبه الغوريلا، وِإن كان اصغر منها في الحجم، يستطيع السير على قدميه كالإنسان، ويبني بيته فوق الاشجار.. يتغذى الشمبانزي على كل ما يجده متوفرا في بيئته، إذ يأكل أوراق الاشجار، والفواكه، والبندق، والعسل، والبيض، ولحاء الاشجار، والعصافير، والثديات الصغيرة. ولاصطياد الحشرات الصغيرة يستخدم الشمبانزي عصيا يدخلها في جحور الحشرات لإخراجها والتغذي عليها ..سأل موافي الدكتور رمزي :- قل لي يا دكتور هل يمكن التزاوج بين الإنسان والشمبانزي؟ أجابه رمزي:-
لا يوجد مانع نظري من أن التزاوج بين الإنسان والشمبانزي أو الغوريلا سيؤدي إلى بويضة مخصبة. ولكن هل سيتم خلق جنين أو حتى كائن حي من هذا الارتباط؟ لأسباب واضحة لا توجد إجابة تجريبية على هذا السؤال، إلا إذا صدقنا البابا ألكسندر الثاني، ففي القرن الحادي عشر، أنجبت زوجة أحد النبلاء الإيطاليين ابنًا لقرد العائلة الأليف، ورأى الأب الأقدس بأم عينيه ثمرة هذه الخطيئة، والتي سميت مايمو .. !!
والمعروف انه يمكن تزويج بعض من الأنواع ذات الصلة الوثيقة.. هذه هي الطريقة التي يتم بها الحصول علي البغل من تزاوج الحمار والحصان، والبرتقال من تهجين البوميلو والماندرين.. أقرب مخلوق للإنسان هو الشمبانزي، إذا كانت هناك فرصة لنشوء هجين بين الإنسان 46 كروموسوما والشمبانزي 48 كروموسوما، فإن ما يمكن ان نسمية :(الانسانزي) يبدو محتملا . ومثل هذا الاختلاف العددي لا يمنع التهجين ولكنه يجعل النسل عقيمًا. إن الهجين الفعلي بين الإنسان والشمبانزي ليس في مجال الأبحاث في الوقت الراهن ، وبصرف النظر عن المشكلة الأخلاقية، فلا توجد قيمة علمية أو عملية كبيرة لمثل هذه التجارب. والحقيقة ، إن نقل المواد الوراثية من البشر إلى كائنات أخرى يتم بالفعل في الممارسة العملية ويتم إنشاء البروتينات البشرية مثل هرمون النمو بواسطة كائنات وحيدة الخلية تعبر عن الحمض النووي البشري الذي تم إدخاله فيها دون إثارة معارضة عامة ..