بقلم: فـريد زمكحل
كل المشاهد تقودنا على طريق تنفيذ صفقة القرن على حساب القضية الفلسطينية والحقوق العادلة والمشروعة للشعب الفلسطيني وإن تعددت السيناريوهات وتباينت التوقعات والنتائج النهائية لهذه المهزلة الإنسانية غير المسبوقة في ظل التخاذل العربي – العربي في (مؤتمر السلام) الأخير بالقاهرة، والتباين غير المفهوم في المواقف الدولية المُعلنة وغير المُعلنة، العاكسة للكم الهائل من الاستهتار واللامبالاة من كل الأطراف تجاه هذه القضية المهملة مع سبق الإصرار والترصد منذ عام 1948 وحتى اليوم.
والسؤال الآن هو ماذا بعد؟
وهل ستنجح صفقة القرن بتصفية القضية الفلسطينية إلى ما لا نهاية واستبدال الحرب بالوطن البديل والسلام المنقوص؟
أقولها صراحة.. واهم هو كل مَن يعتقد بأنه قادر أو يستطيع كتابة مشهد الختام لهذه القضية المحورية بهذه السهولة وهذا اليسر، حتى وإن تم تهجير كل الشعب الفلسطيني عن بكرة أبيه خارج نطاق حدود أراضيه التاريخية إلى مصر والأردن تحت القصف المستمر وحصاره اللإنساني حتى يرضخ ويقبل بفكرة النزوح إلى دول الجوار، والقبول بفكرة الوطن البديل أو بفكرة إعادة تأهيله ودمجه للتأقلم التدريجي مع السكان الأصليين في كل من مصر والأردن.
والسؤال الأخير والأهم، هو ما هي التعويضات التي ستقدم لهذا الشعب للقبول بهذا النزوح القسري عن أرض الأجداد وعن ذكريات الماضي القريب والبعيد بحلوها ومرَّها.
وما هي المكاسب الفعلية التي ستعود على كل من مصر والأردن من وراء قبولهما بتوطين الفلسطينيين في ظل ذلك الوضع الاقتصادي المتردي للدولتين؟
سؤال سوف تجيب عنه الأيام والأسابيع القليلة القادمة بعد أن سقطت كل الأقنعة عن كل الوجوه التي خططت أو شاركت في تنفيذ هذه المؤامرة المؤسفة على فلسطين والشعب الفلسطيني الشقيق.
كلمة أخيرة فلسطين باقية بقاء الأمل الممزوج بالحسرة والحزن والألم.. بقاء الخير رغم الشر!