الأديبة والباحثة : إخلاص فرنسيس
نوعان من الإبداع يمثلان لي الانسجام بين الأفراد والمجتمع، ما يخطّه القلم، وما تلونه الريشة ، هناك تكامل ما بين الرسم والحرف، ما بين اللون والكلمة، فمن المستحيل عزل الإنسان عن فنّه وعن حرفه، فذات الفرد هي التي تتفاعل وتشكل، تتماهى بالروح بما تكتبه، تبوح بأسراره على الورق.
ليس غريبًا أن نرى كاتبًا يجسّد الإنسانية في اللون والشّعر، يدرس النفس الإنسانية، ويقدّم ما هو لخيرها، يستخلص مادّته من عوامل اجتماعية ونفسية، ويقدّمها في قالب يعالج ما يحتاج للمعالجة، ويرفع من معنويات الآخرين، ويزرع الأمل في طريقهم، وإن كانت الكلمة لا تسدّ رمق جائع، ولا تحلّ محلّ رغيف الخبز، ولكنّها تستطيع أن تحلّ مكان آلة الحرب، فبدل البنادق نلمّ القلم والعمل الأدبي، وبالتالي تُخفّف عمّن مزّقتهم الحرب، ويكون المبدعون دعاة سلام في خضمّ الوجع.
دور المثقف أن يرتق ما كسرته آلات الدمار، فسلوك الإنسان يتأثّر بمحيطه، وقلّة من يستطيع أن يكون المختلف، لأنّ المختلف مرفوض، فالإنسان يخاف ما لا يعرفه.
حين يخرج اللون إلى الحياة يحمل رائحة روحنا كما الحرف حين ينساب حبر القلم على الورق، يكون سفيرًا من دم يحملنا إلى الآخر في مركب العين.
فتبدو حياتنا ملوّنة بامتياز بأريج الشعر والتشكيل، مجدولة بألوان الروح، ممزوجة بخمرة الكروم، بنفحات وكلمات موزونة وألوان محكيّة.