بقلم: سليم خليل
عندما نسمع عنوان فيلم سيريانا نتخيل أن الفيلم يتحدث عن سوريا ؛ لكن كافة الحوادث تجري بعيدة عن سوريا وقصة الفيلم مقتبسة من كتاب – شر لا ترى – للكاتب الأميركي روبيرت باير الشهير ، عميل مكتب المخابرات المركزية الأميركية سي آي أي الذي أتقن سبعة لغات والذي خدم في الهند ، لبنان، سوريا ، السودان ، فرنسا ، المغرب ، طاجيكستان ، يوغسلافيا ، العراق وكردستان العراق . قيل إنه استدعي من العراق لأن مهمته كانت لخلق معارضة ضد الرئيس صدام حسين لكنه تآمر على اغتياله ، تعامل مع أكثر محطات التلفزيون الأميركية والكثير من الصحف والمجلات، وكتب عدة كتب حول مهماته التجسسية.
أما عن فيلم سيريانا بطولة الممثل الشهير جورج كلوني وماثيو دامون وآخرين مشهورين أيضا ، تجري حوادث الفيلم في عدة بلدان: لبنان ، إيران، سويسرا الولايات المتحدة الأميركية ودول الخليج العربي . عرض الفيلم في صالات السينما عام ٢٠٠٥ ونال عدة جوائز في التمثيل والإخراج .
تدور قصة الفيلم حول تجارة وتهريب الأسلحة وفيها مشاهد مخيفة ؛ وأهم ما في الفيلم هو إحتكارات النفط والغاز في الخليج العربي حيث ينشأ جيل من أبناء الملوك والأمراء العرب الذين يطمحون للتحرر والخروج من سيطرة شركات النفط والغاز التي تحتكر استخراج وتسويق أهم وأعظم مادتين في الأسواق العالمية . من
يحتكر النفط والغاز يسيطر على سياسة العالم لأنه بدون النفط ومشتقاته والغاز تتوقف أكثر دواليب الصناعات والكهرباء والمواصلات إلخ إلخ.. وهذا معلوم ومعروف للجميع ؛ كما أن الحروب الدامية الحالية على الكرة الأرضية تشتعل بسبب المنافسة والسيطرة على إستخراج وتسويق الطاقة .
أما نهاية الفيلم حيث زبدة الحوادث ؛ هناك إبن أمير يريد بإصرار بيع النفط والغاز إلى من يدفع أكثر وأن يستورد حاجات الإمارة من الذين يعرضون
سلعهم بأرخص . نصحه والده الأمير بأنه على أرضنا عشرة آلاف جندي محتل ولا نستطيع التصرف بحرية ، لكن الأمير الشاب بدأ مباحثات مع شركات صينية
وهذا ما أثار الشركات المستثمرة والمسوٍقة ، وذات يوم كان الأمير الشاب متنقلا مع موكب من المؤيدين والحراس وفي سيارات كثيرة متشابهة خارج المدينة؛
وإذا بقطيع كبير من الأغنام يقطع الطريق وأجبر الموكب على التوقف ؛ هرع الممثل جورج كلوني حاملا قميصا أبيض دليل أنه مسالم حتى لا يقتله حراس
الأمير وتوجه إلى سيارة الأمير الشاب حيث صافحه وكأنه يريد إرسال إشارة أن الأمير في هذه السيارة ؛ أبتعد جورج كلوني عن السيارة التي ما زالت متوقفة
بسبب قطيع الأغنام ؛ وإذا بصاروخ يدمر سيارة الأمير بمن فيها .
في أحد الفنادق في تلك الإمارة كان عملاء الشركات والحكومات المستثمرة منتظرين الخبر ؛ وعندما جاء من قال المهمَة نفذت شربوا كأس الانتصار وغادروا
إلى المطار ليعودوا إلى بلادهم .