بقلم: سليم خليل
تشرين الثاني/ نوفمبر من العام القادم ٢٠٢٠ ستجري إنتخابات رئاسة الجمهورية الأميركية ونصف عدد مجلس النواب – الكونجريس- وثلث عدد مجلس الشيوخ – السينيت – ، لم ولن تنجو الحملات الانتخابية السابقة وفي المستقبل من انتقاد أسلوب ونظام الانتخابات سواء من المرشحين كافة ومن المعلقين السياسيين ومتابعي تطورات الحملات الانتخابية لأن الحائز على أكبر عدد من الناخبين لا يتسلم كرسي الرئاسة ، لكن الناجح في الرئاسة هو من يحصل على أكبر عدد من المندوبين – إيليكتورال كوليج-.
وضع نظام المندوبين في مرحلة تأسيس إتحاد الولايات وعندما كانت وسائل الاتصالات محدودة ويصعب على المناطق النائية معرفة حقيقة ما يجري في العاصمة والمدن الكبيرة ؛ تقرر تعيين مندوبين عن كل منطقة نائية من أصحاب المعرفة فيها لينتخبوا عن مناطقهم حسب قناعتهم ومعلوماتهم عن المرشح الأفضل . بعد إتحاد الشمال والجنوب ولتشجيع الولايات الصغيرة للانضمام إلى الوحدة ولتشعر بنوع من المساواة مع الولايات الكبيرة تقرر أن تعطى كل ولاية كبيرة أم صغيرة مركزين أثنين في مجلس الشيوخ وعدد نواب بنسبة عدد السكان ؛ أما تمثيل الولايات في المندوبين – الإيليكتورال كوليج – يكون لكل عضو في مجلس شيوخ الولاية مندوب ولكل عضو في الكونجرس مندوب ؛ بهذا التوزيع يكون لكل ولاية ثلاث مندوبين حد أدنى، بوجود خمسين ولاية يمثل مجلس الشيوخ في -الإيليكتورال كوليج – مئة مندوب ؛ أما عن مجلس النواب – الكونجرس ٤٣٥ نائبا – يمثلهم ٤٣٥ مندوبا ؛ بذلك يكون مجموع عدد المندوبين -٥٣٥- .
إن مرشح الرئاسة الذي يحصل على ٢٦٨ مندوبا -أكثر من النصف- يربح كرسي رئاسة الجمهورية الأميركية .
بهذا التوزيع تتمتع الولايات الصغيرة – عدد سكان البعض منها نصف مليون فقط – بمندوبين أثنين عن أثنين في مجلس الشيوخ مثلها مثل ولاية بخمسين مليون يمثلها مندوبان عن مجلس الشيوخ أيضا . أما المندوبون عن النواب أعضاء الكونجرس يكون عددهم يساوي عدد أعضاء الكونجرس الذين ينتخبون بحسب عدد السكان .
حسابيا يمثل المندوب في الولايات الصغيرة مأتي ألف شخص تقريبا بينما المندوب في الولايات الكبيرة يمثل ما لا يقل عن ثمانمائة ألف شخص .
لذلك تتمتع الولايات الصغيرة بقوة انتخاب أعلى من الولايات الكبيرة في عدد المندوبين في – الإليكتورال كوليج – ومن هنا نستمع في أخبار الانتخابات أن الولايات الصغيرة رجحت كفة النصر في نتائج انتخابات الرئيس .
في عدد من الانتخابات السابقة هناك ثلاث ولايات جنوبية – فلوريدا وثاوث كارولاينا ولويزيانا – أرسلت نتائج مختلطة نجح فيها مرشح جمهوري ثم أرسلت نتائج مخالفة نجح فيها مرشح ديمقراطي ؛ ثم أعيد تعداد الناخبين وتأخر إعلان المنتصر في انتخابات الرئاسة.
أما السر يوم تعداد الأصوات يبقى لماذا يتم تعداد أصوات الناخبين في الولايات الكبيرة قبل تعداد أصوات ناخبي الولايات الصغيرة وتنعكس بشكل فجائي نتائج الانتخاب .
في العقدين الأخيرين نجح الرئيس جورج بوش الإبن من الحزب الجمهوري ضد مرشح الحزب الديمقراطي – آل غور- بالحصول على عدد أكبر من المندوبين -إيليكتورال كوليج- بينما حصل آل غور على عدد أكبر من الناخبين وتكررت الحالة ذاتها في الانتخابات السابقة ونجح الرئيس الحالي دونالد ترامب من الحزب الجمهوري أيضا في الحصول على عدد أكبر من المندوبين في الوقت الذي حصلت السيدة هيلاري كلينتون من الحزب الديمقراطي على عدد أكبر من الناخبين .
أكثر المعلقين الصحفيين وصفوا طريقة الانتخابات الأميركية بمعجزة يصعب فهمها وآمل أن تكون التفاصيل أعلاه كافية وهي معلومات مترجمة عن عدد من وثائق ومقالات في الصحافة الأميركية.